رئيس الجمهورية والتلفزة الوطنية وشوفلي حل.

رئيس الجمهورية والتلفزة الوطنية وشوفلي حل.

بقلم نوفل بن عيسى.

علمت من مصادر مطلعة أن بعض دقائق بعد السابعة من مساء الإثنين 20 سبتمبر 2021 وصل "اشعار" الى ادارة التلفزة الوطنية مفاده أن السيد الرئيس سيلقى كلمة من مدينة سيدي بوزيد أين سيلتقي فخامته "بالجماهير الغفورة" ويلتحم بأنصاره اذ "الشعب يريد".
وقد أعلم من اتصل من "الرئاسة" بالتلفزة برغبة "الجماعة" في نقل كلمة السيد الرئيس مباشرة في اخبار الثامنة مساء أي بعد خمسين دقيقة تقريبا من لحظة الاشعار!
ولاسباب موضوعية وعملية وتقنية فإن هذه الرغبة السيادية على أهميتها غير قابلة للتلبية اذ انه لا يمكن بأي حال من الاحوال إحضار التقنيين والعملة واعوان التنفيذ والمهندسين والمعدات واسطول حافلات التصوير والإرسال وووو في هذا الوقت الوجيز على عجل وبهذه الطريقة الارتجالية وكل ما كان في الإمكان فعله هو تكليف وحدة التصوير المتواضعة بالقصرين بهذه "المهمة المستحيلة" لأنها الأقرب جغرافيا إلى مكان الاجتماع الشعبي المذكور وهذا ما تم بالفعل ووصلت الوحدة المنكوبة بتجهيزاتها المتواضعة متأخرة عن الأجل المحدد بنصف ساعة اذ "اذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع" !

وتتركب وحدة التصوير بالقصرين التابعة الى مؤسسة التلفزة الوطنية التونسية من كاميرا يتيمة وآليات الستريمينغ ورغم انها جادت كالفقير بما عندها، كانت النتيجة إرسالا مضطربا وصورة باهتة وجامدة  وصوتا تطغى عليه ضوضاء الحضور وكأنك في سوق عكاظ إلى حد أن الاصغاء الى اقوال الرئيس صار من قبيل الاصرار على فهم ما هو بصدد قوله وكأن العملية برمتها تهدف الى جعل "النظارة الكرام" ينصرفون عما يشاهدون من رداءة الصوت والصورة وذلك لأسباب تقنية كما اعتادوا القول على سبيل التبرير!

وان دل هذا الحدث على شيء فهو يدل على طبيعة بعض من يحيط بالسيد الرئيس وبعض المسؤولين الذين اختارهم لتأمين "المرحلة المقبلة" التي أعلن عنها فيما باح به بمدينة اندلاع الثورة. فكيف سيتوصل للاطاحة بمنظومة الفساد والتأسيس لمنظومة سياسية جديدة والقيام بإصلاحات جوهرية وإعادة بناء المستشفيات وتنقية القضاء وتطهير الامن وترشيد الاستثمار وووو اذا كانت قلة الخبرة ومحدودية الكفاءة وحتى الاختصاص والتخصص يحيطون به ويؤثثون ديوانه وادارة رئاسته كما تبين في "قضية الحال"؟

ورغم أن الفريق الاعلامي برئاسة الجمهورية مسؤول عن كل ما يتعلق بصورة الرئيس وبرمزية منصبه السيادي في الداخل والخارج من الناحية التواصلية كما هو معلوم لدى الخاصة والعامة فإن المكلف بمسؤولية نقل كلمة الرئيس بالصوت والصورة على المباشر من سيدي بوزيد قد تسبب في هزالة ما تناقلته عديد التلفزات من مختلف بلدان العالم وكانت "الفرجة" رديئة تقنيا واخراجيا وذوقيا.
وبما أن "الشعب يريد" محاسبة الفاسدين وإزاحة الفاشلين وقد التزم الرئيس بذلك وصرح به قائلا: "لا أحد فوق القانون" فمن المنتظر أن يأمر "صاحب الامر" بالتحقيق في اسباب فضيحة الإثنين 20 سبتمبر 2021 الاعلامية ومسبباتها وتحميل المسؤولية كاملة لمن تسبب في تشويه صورة الدولة ورئيسها وما خلف ذلك من اهدار للمال العام مع العلم أنه مهما كان هذا الشخص أو هذا الفريق من الاشخاص فإن رئيس الجمهورية ، ومن الناحية المبدئية، يتحمل المسؤولية في من حملهم المسؤولية خاصة أن له سوابق عديدة في سوء التقدير والتعيين وآخرها تكليف هشام المشيشي برئاسة الحكومة.

أما فيما يتعلق بالتلفزة العمومية الوطنية فهي تستغيث منذ عشرية من الزمن وتصرخ "صباحا مساء وقبل الصباح وبعد المساء ويوم الاحد" وحتى ايام الاعياد الرسمية والدينية والوطنية على الفضائية: شوفلي حل.

 

التعليقات

علِّق