الأخطاء والخطايا وزمن الكورونا

الأخطاء والخطايا وزمن الكورونا

.بقلم نوفل بن عيسى.

 

الكل معرض للخطأ والسهو والنسيان وخير الخطائين التوابون ولكن أهل السياسة عموما لا يتوبون ولا يصلحون حتى أنفسهم. والفرق شاسع بين أن تخطئ وأن ترتكب خطيئة. 

وقد اعترف محمد المنصف المرزوقي بأن في عهده ارتكبت أخطاء ولم ترتكب خطايا ويفهم من هذا أنه من الحيف انتقاده كما ينتقد بورقيبة وبن علي اللذان كانا دائما يرميان المسؤولية على الغير ويعبران عن ذلك بتلك العبارة المشهورة :"غلطوني" وكأن الغير كان يعين المسؤولين بالدولة!

وقد ارتكبت خطايا عديدة وبشكل مستمر في حق مناضلين وطنيين وحقوقيين ومعارضين ونقابيين وفي حق الشعب باكمله في عهدي بورقيبة وبن علي خلافا لعهد المرزوقي الذي تعددت فيه الأخطاء دون الخطايا إلى أن اغتيل المناضل شكري بلعيد وتغير مسار الثورة وعربد في البلاد السلفيون والرجعيون بمختلف انواعهم ومشاربهم والارهاببون وأشباه السياسيين وعصابات المنقلبين على الثورة من "الازلام"وعصابات الفساد وأدى الأمر بالدولة إلى أخطار في مختلف القطاعات والمجالات وبدأت في التراجع والتقهقر حتى كادت تحتضر.

وبقطع النظر عن الاسباب والمسببات فإن أخطاء المسؤولين وخطاياهم يتحمل أعباءها وتبعاتها الشعب ولا المخطئون ولا الخطاؤون وأما المسؤولون فلا يحاسبون و"لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".

واليوم والدولة "في حالة حرب" ضد وباء خلف إلى حد الآن اكثر ضحايا من أي حرب تقليدية تبين أن البلاد مجردة من كل وسائل المقاومة بسبب تفقيرها ونهبها وسوء حوكمتها منذ فجر الاستقلال إلى يوم الناس هذا وما الفرق إلا في نسب الفساد والخطايا والاخطاء وهكذا استفحل الامر وزادت الطين بلة حتى بعد الثورة 

وقد يكون في هذا دليل على علاقة سببية بين الخطايا والاخطاء والفساد وضيق ذات يد الحكومة في مقاومة الوباء إذ أن اخطاء الانظمة التي حكمت البلاد وخطاياها تسببت في أخطار اليوم التي تحوم بالبلاد وتهدد ديمومتها وهذا ما يفسر خرابها وانهيار شتى القطاعات وبخاصة منها الصحة والتربية والتعليم والثقافة والاقتصاد والمالية والامن والعدل.... ولم يبق فيها إلا الجيش الوطني لحماية الوطن من شتى المحن. 

وعليه فمن العبث التملص من المسؤولية اذ "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" والمسؤول يساءل وينقد ولا يمدح ويبرأ اذ "كلكم من آدم وآدم من تراب" وهذا كلام اسوقه على أمل أن يفهم أولئك الذين يبررون خطايا "زعماءهم الابرار" وكأنهم معصومون من الخطأ كآلهة تعبد ولا تساءل .

وختاما 

"وليس بالرجال يعرف الحق ....وانما بالحق تعرف الرجال"

التعليقات

علِّق