دردشة مع "الفصل 80 " من الدستور ...

دردشة مع "الفصل  80 " من الدستور ...

بقلم : محجوب لطفى بلهادى

بالأمس البعيد كنت تتمظهر فى شكل أقنعة قانونية ودستورية متعددة، بدءا بالمادة 46  من دستور 59  الذى ينص : "لرئيس الجمهورية فى حالة خطر داهم مهددا لكيان الجمهورية وامن البلاد واستقلالها بحيث يتعذر السير العادى لدواليب الدولة اتخاذ ما تحتمه الظروف من تدابير استثنائية ..." وانتهاءا بقانون الطوارىء المؤرخ فى 26 جانفى 1978 الذى سمح لوزير الداخلية " بوضع الاشخاص تحت الاقامة الجبرية، وتحجير الاجتماعات، وحظر التجول، وتفتيش المحلات الخ الخ ...".

كنت دوما تتغذى من الازمات المجتمعية الكبرى (أحداث الخميس الاسود فى 26 جانفى 1978 – أحداث الخبز فى 3 جانفى 1984 – منعرج 14 جانفى 2011 المزلزل –  وعلى اثر الهجوم الارهابى بسوسة فى 14 أوت 2015 ) وتستمد شرعيتك ومشروعيتك من حالة "الخطر الداهم" لكنك سرعان ما كنت تختفى عن الأنظار بزوال أسبابها...

وعندما أتفق أهل الحل والربط فى دستور 2014 على اعادة بعثك للوجود لم يكن أحد منهم يتصور أنه فى يوم من الأيام سينقلب السحر على الساحر، وأن تتشظى الدولة الى أرخبيل من "الكانتونات"  ومراكز القرار...

وبعد مضى أكثر من سنتين من صراع "الكلادياتور" بين قرطاج والقصبة، كنت تترصد اللحظة  لاعتلاء خشبة المسرح.. 

وفى ليلة 25 جويلية تم تتويجك كحاكم مطلق للبلاد.. هلّل وصفق من حولك الكثيرون "فالدولة فى خطر داهم ووشيك وكان من الواجب  فعل اى شىء لانقاذها"...

لكن بعد ان هدأت النفوس، ولو لحين، ماذا تنتظر فخامة "الفصل 80" لتفصح عما تريد ؟ 

فبعد "غسالة النوادر" وما ستخلفه من سيول جارفة، أكيد ان موسم الشتاء على الأبواب  ...

التعليقات

علِّق