تونس تخسر كل المناصب الاقليمية التي ترشحت لها خلال ال8 سنوات الأخيرة
بقلم ابراهيم الوسلاتي
وتتوالى الخيبات التونسية للوصول الى المناصب الدولية والإقليمية حيث لم يتمكن المرشح التونسي ناجي جلول المدير العام الحالي للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ووزير التربية السابق من الفوز بمنصب المدير العام للمنظمة العربية الالكسو التي يوجد مقرها في تونس حيث لم يتحصّل سوى على 05 أصوات مقابل 15 لمنافسه الموريتاني الدكتور محمد ولد عمر وذلك خلال المؤتمر الذي انتظم ولأول مرّة في موريتانيا...وكانت تونس قد رشحت سنة 2017 حياة قطاط القرمازي وهي مديرة عامة مساعدة في الالكسو ولكنها خسرت أمام المرشح الكويتي سعود الحربي... فهل هو سوء اختيار للمرشح أم تقصير من طرف الديبلوماسية التونسية أم أنّه لم يعد لما يسمى "ببلد الربيع العربي" صوت يسمع ولا اعتبار يذكر؟
فقد سبق أن تولى المنجي بوسنينة الإدارة العامة للمنظمة لدورتين متتالتين (2001-2009) ثمّ خلفة العزيز بن عاشور من 2009 الى 2013 وقد رفضت الترويكا أنذاك ترشيحه لعهدة ثانية و رشحت مكانه عبد اللطيف عبيد وزير التربية في عهدها فخسر أمام المرشح الكويتي عبدالله محارب الذي توفي في شهر ماي 2017...
وكانت تونس قد خسرت أيضا منصبا عربيا هاما وهو منصب المدير العام لاتحاد اذاعات الدول العربية الذي تحتضنه بلادنا وذلك بعد أن شغله تباعا عبد الرؤوف الباسطي (1989-1998) ثم عبدالحفيظ الهرقام (1998-2006) ثم صلاح معاوي (2006 2014) وثلاثتهم كانوا مديرين عامين للإذاعة والتلفزة التونسية...وقد تمّ ترشيح رشيد خشانة المدير العام الحالي لوكالة تونس افريقيا للأنباء والذي كان يعمل أنذاك في قناة الجزيرة فكانت النتيجة خسارته أمام مرشّح السودان عبد الرحيم سليمان...
كما لم تتمكّن تونس في ديسمبر 2013من فرض مرشحها عبد الله التريكي كاتب الدولة للخارجية في حكومة الترويكا لمنصب الأمين العام المساعد للثقافة و الاعلام لمنظمة التعاون الإسلامي حيث تحصّل على صوت وحيد وقد فاز بالمنصب المرشح المصري لدورتين متتاليتين...ونفس السيناريو حصل 2017 في الاتحاد الافريقي حيث خسرت المرشحة التونسية منصب المفوض المكلف بالبنية التحتية والطاقة امام مرشحة مصر بالرغم من ان هذا البلد شغل المنصب على امتداد ثماني سنوات ...كما أنّ وزير المالية السابق جلول عياد الذي ترشح لمنصب هام وهو رئاسة البنك الافريقي للتنمية الذي كان مقره بتونس والذي سبق أن ترأسته شخصية تونسية هو عبد الوهاب العبيدي من 1970 الى 1976.
وللتذكير فان تونس سبق لها أن حظيت بترأس هيئات دولية وإقليمية هامة بدأها الراحل المنجي سليم الذي انتخب في فيفري 1961 أي 5 سنوات فقط بعد الاستقلال لرئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الى غاية 1962 و في فترة متزامنة تقريبا تولى وزير الثقافة السابق الشاذلي القليبي الأمانة العامّة للجامعة العربية (جوان 1979-سبتمبر 1990) ووزير الخارجية السابق المرحوم الحبيب الشطي الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي (1979-1984) ووزير الاقتصاد السابق المحافظ السابق للبنك المركزي الشاذلي العياري إدارة البنك العربي الافريقي للتنمية و مقره العاصمة السودانية الخرطوم هذا بالإضافة كما ذكرت سابقا الى عبدالوهاب العبيدي الذي كان ثاني رئيس للبنك الافريقي للتنمية لما كان مقرّه في الكوت ديفوار التي عاد اليها سنة 2014 بعد 11 سنة في تونس...
التعليقات
علِّق