بقلم : ابراهيم الوسلاتي

عودة ولكن بهدوء الى قرار الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم بإعادة مقابلة الدور النهائي إيّاب بين الترجي الرياضي التونسي ونادي الوداد البيضاوي المغربي والتي كما يعرف الجميع فاز بها الفريق التونسي وتمّ تتويجه باللقب بحضور رئيس الكنفدرالية وعدد من أعضائها...

القرار المفاجئ والغريب في نفس الوقت ليس نهائيا والترجي سيطعن فيه أمام المحكمة الرياضية وملفه دسم يدافع عن نفسه وحظوظه وافرة للحصول على حقّه...
واذ نتفهّم غضب أحبّاء الرياضيين في تونس بصفة عامة وأحبّاء الترجي بصفة خاصة وشعورهم بالظلم فإنني وبصراحة لم أفهم هذه الحمى التي تمكّنت ببعض السياسيين وهذه التسابق في التصريحات المتشنجة حتى أنّ أحد القياديين الحزبيين دعا الى النفير العام mobilisation générale للدفاع عن الترجي الرياضي التونسي وكأنّما البلد على شفى حفرة من حرب قد لا تبقي ولا تذر ولعل الهدف الغير معلن هو توظيف القضية سياسيا قصد استدراج الجمهور العريض للترجي للتصويت لفائدتهم في الاستحقاقات الانتخابية القادمة ولكنهم لا يعرفون انذ الجمهور الرياضي ليس قطيعا يساق كما يحلو للبعض ...
هؤلاء الهواة لا يعلمون أنّهم عن قصد أو عن غير قصد يقدمون حجّة إضافية للفريق الخصم يمكنه اضافتها الى ملفه فلوائح الفيفا تمنع تدخّل السياسي في الرياضي كما أنّ هذا التهييج من شأنه أن يضر بالعلاقات التونسية المغربية...
وقد نقلت وسائل اعلام فرنسية أنّ قرار إعادة المقابلة في ملعب محايد هو في تضارب صارخ مع لوائح الكاف التي تؤكّد انه في صورة انسحاب فريق من الملعب يجب التصريح بفوز منافسه وهو ما قام به الحكم قاسما كما أنّ نفس اللوائح تشترط وجوب اجراء مقابلتي الدور النهائي قبل شهر جويلية من كل سنة...
من جهة أخرى فانّ التصويت على قرار الكاف بإعادة المقابلة في ملعب محايد لم يحظى بإجماع الحاضرين بل تمّ اتخاذه بأغلبية بسيطة حيث شهد التصويت تفوق المغاربة بفارق صوت وحيد اذ صوتت كل من السينغال – غينيا - بوركينا فاسو - مالاوي - أفريقيا الوسطى – الكونغو – ليبيريا - تشاد لصالح الوداد المغربي أي إعادة المباراة في حين صوتت كل من ليبيا -موريتانيا - جنوب إفريقيا - نيجيريا - زامبيا - تنزانيا - بوروندي لصالح الترجي الرياضي التونسي..
إذا فالهدوء مطلوب والحذر واجب والكف عن تصريحات السياسيين المتشنجة ضروري وكل من له القدرة على دعم ملف الترجي الرياضي فليفعل ذلك دون ضجيج وبدون عربدة الضوضاء
وفي مثل هذه القضايا تلعب الكواليس دورا كبيرا...