قضية التلميذة " هبة " التي برّأتها الوزارة من تهمة الغش في الباكالوريا : لماذا لم يف الوزير إلى حدّ الآن بوعده ؟
ما زال الحديث متواصلا عن المظلمة الكبرى التي تعرّضت لها التلميذة بمعهد حمام الأنف هبة العرضاوي التي اتهموها بالغش في امتحان الباكالوريا قبل أن تبرّئها الوزارة من هذه التهمة ... وفي المقابل تنصّلت الوزارة على ما يبدو من مسؤوليتها فاعترفت فقط بخطئها ولم تقم بتسوية وضعيتها فحرمتها بالتالي من دورة المراقبة.
هذه القضية التي هزّت الرأي العام عموما وسكان مدينة حمام الأنف بصفة خاصة ما زالت تثير ردود أفعال كثيرة وما زالت محل متابعة خاصة من قبل والدة التلميذة السيدة نجوى التمزيني (أستاذة التعليم الثانوي ) التي علمنا بأنها توجّهت إلى وزارة التربية مع بداية هذا الأسبوع من منطلق حرصها وعزيمتها على متابعة قضيّة ابنتها إلى آخر لحظة . وقد طالبت الوالدة بلقاء الوزير من أجل تسوية وضعيّة هبة فوعدوها بذلك وها هي تنظر لقاء يفضي إلى قرار ينصف ابنتها بأية صفة كانت .
وفي هذا السياق كتبت أم هبة قائلة : " هبة بريئة من تهمة الغش. لقد شهّرت بها وزارة التربية ظلما و تمادت في ظلمها ولم تنصفها و لن أتسامح في استرداد حقها. و سأقاضي وزارة التربية وأشهّر باستهتارها و فساد بعض المسؤولين فيها ما حييت".
وكتبت كذلك فقالت :
" شكرا موفورا لأحبائي و أصدقائي وكل مواطن صادق لا أعرفه وانتصر للحق و قاوم الظلم وآمن بحق هبة وتعاطف معها و تابع مشكلتها منذ بدايتها. وشكرا للصفحات العديدة التربوية وغيرها على هذه الشبكة التي تبنت مشكلتي و نشرتها وشكرا لبعض الإذاعات و وبعض الصحف المكتوبة و الإلكترونية لمساهمتها في التعريف بمظلمة ابنتي و إنارة الرأي العام... شكرا لكم جميعا على شجاعتكم في الدفاع ضد الظلم. كنتم لي خير سند في محنتي. بفضل الله تعالى وبفضلكم سيأتي الفرج قريبا... وفي المقابل أنا مستاءة جدا من بعض الصفحات بجهتي أو القريبة منها وغيرها التي رفضت نشر مظلمة ابنتي دون شرح للأسباب رغم وضوحها وخلوها من أي ادعاءات سياسية. كانت شكواي إنسانية فحسب. أقول للفريق الأول فتح الله عليكم أبواب الخير على مصراعيها و جازاكم الله خيرا. وأقول للفريق الثاني إن غدا لناظره قريب. وحسبي الله ونعم الوكيل.".
وفي نفس هذا الإطار يرجو كافة المتعاطفين مع هبة وأمها أن يظهر الله حقها بعد أن اتهموها بالغش دون أي دليل ودون أي تفسير أو حتى تحقيق في الموضوع ...
ويؤكّد هؤلاء مرة أخرى أن بعض مسؤولي الوزارة أرادوا فقط أن يسكتوا صوت أمها التي طالبت بحق بنتها في التثبت في الموضوع وأغلقوا أمامها بالتالي كافة الأبواب . ولم يرد أحد أن يسمعها بحجة أنهم مشغولون آنذاك بإنهاء دورة المراقبة... لكن ربما غاب عنهم أن هذه الأم الأستاذة من الصعب أن تبقى مكتوفة اليدين أمام هذه المهزلة ومن المستحيل أن تسلم في حق بنتها بالسهولة التي ربّما تصوّروها...
وللتذكير فقط فإن هذه الأم كانت تتحول كل يوم إلى وزارة التربية منذ السادسة صباحا بأمل وحيد وهو أن تقابل الوزير و أن تحكي له تفاصيل المظلمة التي حدثت لابنتها... وبالرغم من أنها تعتبر ابنة الوزارة وهي التي قضت 30 سنة في خدمة التعليم فقد أساؤوا استقبالها حسب ما أكدته لنا ولم يمكّنوها من أن تبسط مشكلتها داخل الوزارة. ولكنّها أصرّت على مقابلة الوزير حتى تمكنت من أن تلتقيه " من وراء قضبان " الوزارة وهو يهمّ بالنزول من سيارته فتمسكت هذه الأم بأملها الوحيد وهو أن تعلم الوزير بكل ما حدث لابنتها و أن تطلب منه أن ينصفها...".
وقد تفاعل الوزير مع طلبها فأمر بإجراء تحقيق في الموضوع أدّى إلى اعتراف الوزارة بأنها مخطئة وأن هبة بالتالي بريئة من تهمة الغش في الامتحان ...
ورغم هذا الإعتراف فإن الوزارة لم تسع إلى إيجاد حلّ لهذه الفتاة التي اتهموها و حكموا عليها ظلما دون أن تقترف أي شيء يستوجب ذلك العقاب وتلك القسوة وذلك الظلم . لقد استخسروا فيها حتى كلمة اعتذار.
وترى الأم الملتاعة وكذلك كل من اطّلع على هذه المظلمة أن حلّ المشكل بسيط ويتلخّص في الآتي :
- أن يتحلّى مسؤولو الوزارة بالشجاعة الكافية ليعترفوا بالخطأ كما حدث دون تبريرات تافهة وأن يعتذروا للفتاة وأمها وعائلتها ... وهذا يدخل في إطار ثقافة الإعتذار التي لا تقلل من قيمة أي مسؤول.
- أن يتحمّل الوزير مسؤولية ما حدث كاملة وأن يصدر قرارا بتمكين التلميذة هبة من إجراء امتحانات دورة التدارك مع توفير كل ما يلزم لذلك ولا نظنّ أن هذا الأمر صعب على الوزارة أو يمثّل خرقا للقانون بل هو من صلب أخلاقيات القانون الذي يفرض على الوزارة المخطئة أن تعالج خطأها بالطريقة التي تنصف المتضررة وتمكّنها من فرصتها كاملة لأنه ليس من السهل على أي كان أن يعيد سنة كاملة وهو يعرف أنه تعرّض إلى مظلمة بذلك الحجم.
- تمكين الفتاة هبة من النجاح بالإسعاف إذا رأى مجلس القسم أو مجلس الأساتذة أنها تتوفر فيها شروط النجاح بالإسعاف.
- رابعا : عندما نقول تمكينها من إجراء دورة التدارك بصفة خاصة فلا يعني ذلك أننا نحاول أن نؤثّر على الوزارة من أجل إنجاحها . فمن خلال الإمتحان المذكور قد تنجح هبة وقد لا تنجح . المهم هو تمكينها من فرصة كاملة على غرار زملائها ... وليكن بعد ذلك ما يكون.
ج - م
التعليقات
علِّق