لماذا لا نعترف بالتكريم وبفضل بعض الناس إلا بعد وفاتهم ؟

لماذا لا نعترف بالتكريم  وبفضل بعض الناس إلا بعد وفاتهم ؟

منذ بضعة أيام انتقل إلى جوار ربّه المربّي الفاضل والنقابي محمد  الهادي العفيف بعد صراع طويل مع المرض وقد كانت وفاته ( المنتظرة لدى البعض ) فاجعة في أوساط التعليم الأساسي ليس في منطقته فحسب  ( منطقة الزهراء التي تبعد بضعة كيلومترات عن الهوارية ) بل في كافة ربوع ولاية نابل ولدى الكثير من  نقابيي الاتحاد العام التونسي للشغل بما أن الفقيد كان نقابيّا مستميتا في الدفاع عن القطاع وأهله منذ عقود من الزمن. وقد شيّعه الأهل والزملاء والأصدقاء إلى مثواه الأخير يوم 10 جانفي 2023 بحضور الأمين العام  والأمين العام المساعد للاتحاد نور الدين الطبوبي وسامي الطاهري.

وحسب البعض من زملائه لم تسع وزارة التربية إلى الاهتمام بالفقيد في حياته وتحديدا خلال فترة مرضه التي كان يحتاج فيها  إلى المساعدة حتى المعنويّة بما أن الوزارة هي سلطة الإشراف وممثل الدولة التي أفنى الفقيد عمره في خدمتها. وقال زملاء آخرون إن التكريم الحقيقي للفقيد وغيره أي كافة المربّين يتمثل في تحسين ظروف العمل بكافة مؤسسات التربية في البلاد وهذا ما كان يسعى  إليه الراحل محمد العفيف طوال حياته.

وبما أن الوزارة جزء من الإدارة التونسية والعقلية العمومية التونسية التي لا تعرف تكريم الناس التي تعطي من جهدها وفكرها وعرقها لهذه البلاد إلا بعد الوفاة فقد " وافقت " على إطلاق اسم الراحل محمد العفيف على إحدى المدارس بولاية نابل وقامت بمراسلة المندوب الجهوي للتربية إجابة عن طلب تقدّم به زملاء الفقيد على ما يبدو عن طريق المندوب.

ولئن استحسن بعض زملائه موافقة الوزارة من باب أن إطلاق اسمه على مدرسة سيخلّد ذكراه إلى الأبد فقد تساءل البعض الآخر عموما : لماذا نحن في تونس لا نعرف التكريم ولا نعترف بفضل الناس إلا عندما يموتون ؟.

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق