عرض ناجح "لعشاق الدنيا" على ركح مهرجان بنزرت الدولي

عرض ناجح "لعشاق الدنيا" على ركح مهرجان بنزرت الدولي

عشاق الدنيا عقولهم مسلوبة...و الدنيا خضراء مزينة و مطلوبة  بعت المخير في حوانت راسي...ودخلت معاهم هي نوبة نوبة...

ديكور يعود بنا إلى زمن التسعينات...تعشيقة وجدي "العشاق"...حضور "بابا الهادي" و "برنڨا" الباندي و وسيلة و على أنغام المزود و الدربوكة و رائحة البخور العجعاجي و الكاباري و البالي الراقص.

و ها نحن انتقلنا الى عالم الربوخ و الجو و الشيخات و التي دامت  ساعتين و نصف من الزمن مع قائد الرحلة عبد الحميد بوشناق.

أمام شبابيك مغلقة و وسط حضور جماهيري غفير و رهيب جاءوا خصيصا لمواكبة العرض الحدث "عشاق الدنيا" الذي أسال الكثير من الحبر و كتب عنه الكثيرون.

هذا العمل المصنف ضمن الكوميديا الموسيقية الذي يعتبر غير دارج في تونس عرف نجاحا منقطع النظير رغم قلة عدد العروض المبرمجة و التي أثبتت أن النجاح ليس بالكم بل بمحتوى العرض الذي أراد من خلاله مخرجه عبد الحميد بوشناق بالتعاون مع بقية طاقم العرض أن تصبح "حلمة" الطفولة واقعا،فلم يكن من السهل أن يتم تحويل مسلسل بجزئين من الشاشة الصغيرة إلى الركح أين يجد المتلقي نفسه بصدد مشاهدة لقطات من مسلسل "النوبة" أمامه مباشرة على خشبة المسرح فلم يجد الممثلون صعوبة في التأقلم بما أنهم مسرحيون بدرجة أولى حيث أبدع أبطال مسلسل "النوبة" بجزءيه على غرار وجدي و بابا الهادي و وسيلة و "برنڨا" و نجوى و كريّم و "سنڨرا" و صالح و "عتبة" و ريم و عصام و إبراهيم و "بيوضي" و "الفر" و حمودة و "ڨلص" "و أمتعنا ثلة من الفنانين الشعبيين و تعالت أصواتهم و حناجرهم و هم كل من صالح الفرزيط و الحبيب الشنكاوي و مصطفى الدلاجي و هشام سلام دون أن ننسى العملاق لطفي بوشناق و الرائع عبد الوهاب الحناشي و المتميز "كافون" فكان مزيجا رائعا بين الربوخ و الجو الحفالي و ذلك تحت إشراف قائد الأوركسترا هشام الخضيري فرقص الجمهور و تفاعل على أنغام "ڨالولي روح" و "إرضى علينا يا لميمة" و "عالجبين عصابة" و "بري فوت" و "جيب الواد الواد" كذلك "هالربة الربة" و "فين يبيعوا فيك" تكريما لروح الفنانة الشعبية المرحومة فاطمة بوساحة و "يا نجوم الليل الضواية" و "أمالة أمالة" و "الوردة إلي نحكي عليها" و "يا لاني يا لالاني" و "جيت نعوم الموج ڨلبني"و "صبابة ولو باندية" و "كيف شبحت خيالك" و "مازال صغير" و "يا نوار اللوز" و "عشاڨ الدنيا" و "يا محبوبي" و "يا ناس ما تلوموا ڨلبي".

هذا بالإضافة لإجادة الممثل المسرحي محمود السعيدي الغناء عندما أدى بكثير من الإتقان أغاني "بجاه الله يا حب إسمعني" و "خلوني خلوني" و "أم الزين الجمالية" و "ناري على الزينة" كما شاهدنا "برنڨا" في نفس التجربة أي الغناء عندما أدى أغنية "ناري على الزينة" و دييو من الأغاني المختلفة من تأثيث نجوى و عم الهادي.

ساعتان و نصف تمنى الحاضرون لو تمتد لأكثر من ذلك بكثير. و هنا يطرح السؤال كيف لآلة "المزود" المصنوعة من جلد الحيوانات أن تتمكن من النجاح في تحقيق ما عجز عنه الأطباء النفسانيون و التحليق بموروثنا الثقافي الذي نفتخر به و كيف لكلمات أغان ممزوجة بالحزن و الجراح و الآلام أن تجعل من المستمع مستسلما للرقص و يقولون بصوت واحد:  "آشنوا هذا...و آش هالليلة"

سهرة أخرى يكون مآلها النجاح ضمن الدورة الحالية من مهرجان بنزرت الدولي لتمضي و تتواصل بعدها العروض و الموعد القادم سيكون لعشاق المالوف و الأغاني التونسية و الذي سيحييه الفنان الكبير زياد غرسة و ذلك اليوم الثلاثاء 15 أوت إنطلاقا من الساعة العاشرة مساءا بمسرح الهواء الطلق عبد الحفيظ بن عيسى ببنزرت.

 

 

التعليقات

علِّق