كانت سهرة مميزة ليلة أمس الأربعاء تحسب لمهرجان بنزرت الدولي  في اطار دورته الحادية و الأربعين  أثثها  الفنان التونسي القدير لطفي بوشناق و حضرها جمهور كبير العدد غطى كامل  مدارج مسرح الهواء الطلق عبد الحفيظ بن عيسى ببنزرت .وقد كان هذا الحضور متوقعا بعد نفاد  تذاكر العرض مسبقا ، نظرا لشعبية لطفي بوشناق و قيمته الفنية الثابتة  لدى التونسيين.

لطفي بوشناق في المقابل لم يدخر جهدا لإسعاد جمهوره الغفير حيث قدم من "ريبرتواره" الزاخر و الثري أجمل الأغاني و راوح  بين أغانيه القديمة و الجديدة  و تفاعل مع مقترحات الحضور و خاطبه و أثنى عليه في مناسبات عديدة .و كذلك الحال مع ضيوف العرض مثل الشاعر علي الورتاني  صاحب كلمات "أغنية يا للا وينك" حيث حضرت روح الدعابة لدى بوشناق و شاكس صديقه و ضيفه خلال السهرة .    

بوشناق كان سخيا مع جمهور بنزرت حيث أدى أنماطا موسيقية مختلفة و جال بالحضور مع أغانيه  التونسية الجميلة مثل : "عجبي منك" و "حبيتك و تمنيتك" و "يا شاغلة بالي" و "أحنا الجود" و "العين إلي ما تشوفكشي" و "أشعليك يا نور عيوني" و "أنا مواطن" و "خدعني الزمان" و "غالبك" و خذوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن" و"هاذي غناية ليهم" وصولا إلى "وهمت بالتونسية" و "يا للا وينك" و "نساية" و "ريتك ما نعرف وين" و "إنت شمسي إنت" و "كيف شبحت خيالك".

كما أدى بوشناق قصيدة متميزة دعما للقضية الفلسطينية وأشاد بصمود هذا الشعب  أمام العدوان الغاشم . و أثث الفنان التونسي عرضه أيضا بأغنيتين تونسيتين كانتا حسب ما قاله  بوشناق بمثابة التكريم  لفنانين تونسيين كبار و هما "كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة " للصادق ثرية و "بابا الشريف علاجي" للهادي الدنيا.

وقد تماهى الجمهور كثيرا مع المادة المقدمة خلال السهرة و رافق الفنان خلال أداء أغانيه القديمة و الجديدة بكل حماس طيلة ساعتين من الزمن .

و تجدر الإشارة أن للطفي بوشناق ذكريات مميزة مع مهرجان بنزرت الدولي و جمهوره  حيث كان الفنان الذي إفتتح مسرح الهواء الطلق في صائفة سنة 2000 . و باعتلائه ركح هذا المسرح أمس الأربعاء  فقد أتم بوشناق السهرة الحادية عشرة في اطار هذا المهرجان العريق .  

سهرة ممتازة  بشهادة الجمهور و الصحفيين استطاع من خلالها لطفي بوشناق مرة أخرى أن يثبت أن الفن التونسي له مكانة لدى التونسيين و أنه  كفنان تونسي افتك منزلة  لم ينلها غيره من أبناء جيله بفضل  طاقته الصوتية الممتازة  و حضوره الملفت و حسن اختياره للأغاني لينحت مسيرة بلغت  الخمسين سنة في مشواره الفني . 

وقد سجل الحفل حضور مدير المركز الثقافي الروسي بسفارة روسيا بتونس يوري زايتسيف كضيف شرف على المهرجان .و قد كانت الأمور التنظيمية و اللوجستية و الأمنية على أحسن ما يكون خلال هذه السهرة الاستثنائية  .

ايناس