عبد الوهّاب الهاني معلّقا على إقالة مندوب تونس بالامم المتحدة : " فضيحة دولة.."
تعليقا على خبر إقالة مندوب تونس لدى الأمم المتحدة السفير منصف بعتي وذلك على خلفية ما تردد من ممارسة الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطا على تونس بسبب الخطاب الذي كان سيلقيه في جلسة الأمم المتحدة والمساند للقضية الفلسطينية ، كتب الناشط السياسي والحقوقي عبد الوهاب الهاني ما يلي :
خطير جدا ما يجري.. التصريحات المنسوبة لمصدر مطلع برئاسة الجمهورية (لم يُفصح عن اسمه، على العادة القديمة التي كانت تتبعها حليمة أيام النظام السابق..) لا تُكمئن ولا تُبدِّد الشكوك والمخاوف، بل تؤكد ما تم تداوله منذ يوم أمس حول علاقة إقالة سفيرنا المنددوب الدائم لتونس لدى المنتظم الأممي سعادة السفير منصف بعتي على وجه السرعة بمشروع القرار الذي تم توزيعه على الدول الأعضاء في مجلس الأمن لإدانة ما سمي بصفقة القرن بلغة حازمة مستوحاة من مواقف تونس الثابتة ومن الموقف العربي المشترك المبني على دعم القضية الفلسطينية والمناداة بإيجاد حل عادل لمعاناة الشعب الفلسطيني على قاعدة الشرعية الدولية.. الإشارة الواردة في التوضيح المنسوب لمصدر الرئاسة والتي تشير لاحترام المصالح العليا للدولة يفتح الباب أمام الـتأويلات المختلفة التي أشارت لضغوطات مارستها إدارة الرئيس ترامب في اتجاه إقالة سفير تونس لدى المنتظم الأممي.. كل ذلك في سياق استقالات وإقالات متواترة في الديوان الرئاسي، وفي غياب سيادة رئيس الجمهورية الذي أقعده المرض عن السفر لأديس أبيبا للمشاركة في القمة الإفريقية، ونتنمى له الشفاء العاجل.. وكل ذلك في غياب توضيح صريح من سيادته، وهو المسؤول عن السياسة الخارجية، خاصة وتونس ترأس الجامعة العربية وتمثل المقعد العربي والصوت العربي الوحيد في مجلس الأمن.. وبالأخص وأن بلادنا تميزت بموقفها الرافض لما سمي بصفقة القرن في البلاغ الرسمي لوزارة لخارجية، وفي تصريحات كاتب الدولية للخارجية المكلف بمهام وزير الخارجية بالنيابة في الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية وفي تصريحات رئيس الجمهورية.. على رئيس الجمهورية أن يوضح الأمر بدون مواربة وأن يقوم بالخطوات العاجلة لإصلاحه، أو أن يقوم بتعيين سفير جديد لدى الأمم المتحدة بنيويورك لتواصل تونس تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن العدل وعن الأمن وعن السلم في العالم..
التعليقات
علِّق