رغم قرار إقالتها : هل ربحت الحامدي نقاطا سياسية ؟
كما هو معلوم ، قررت وزارة النقل والوجستيك صباح اليوم الإثنين 22 فيفري 2021 إقالة ألفة الحامدي من منصبها كرئيسة مديرة عامة للخطوط التونسية اثر تدوينتها " الليلية " التي نشرتها على حسابها الخاص والتي هاجمت فيها نور الدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل .
ويرى بعض المحللين أن من يظن أن ألفة الحامدي الرئيسة السابقة للخطوط التونسية قد خسرت "الحرب" مع اتحاد الشغل بعد قرار إقالتها اليوم من رئاسة مؤسسة الخطوط التونسية فهو مخطئ ولا يعلم خفايا ونواميس " عالم " السياسة .
فالمرأة التي سوقت نفسها على أنها صاحبة شهائد علمية عليا وأنها جاءت للاصلاح وأنها من عائلة بسيطة ومتواضعة الامكانيات وأن من يعمل على تعطيلها ليس إلا اتحاد الشغل لا يمكن أن ترمي المنديل بعد أن كسبت تعاطف الالاف.
إذا ربحت الحامدي تعاطف عدد كبير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي بل أن منشورها الأخير الذي هاجمت فيه اتحاد الشغل قد جلب لها الكثير من التقدير والاحترام وعددا لا يحصى من "اللايكات والشير".
في عام 2019 تعرف التونسيون على ألفة الحامدي وقد وكتب عنها الجميع وبعثت باسمها عدة صفحات على منصات التواصل الاجتماعي أين تم التسويق لها على أنها المرأة التونسية المثالية وذات الكفاءة العالية في إدارة المؤسسات.
وفي اواخر عام 2020 تم تعيينها على رأس مؤسسة مشرفة على الإفلاس طمعا في أن تحارب الفساد وتعيد الغزالة إلى السكة الصحيحة.
منتشية بما حققته، بدأت ألفة الحامدي عملها على رأس المؤسسة ببث مقطع فيديو وهي بصدد إلقاء خطاب حماسي وسط عمال التونسار وكالت فيه التهم للنقابات فلاقى هذا المقطع صدى كبيرا وتجاوبا غير مسبوق من طرف رواد صفحات التواصل الاجتماع واستقبلوا ذلك بالتهليل والترحيب فوصفها العديد بالمرأة القوية والشخص المناسب في المكان المناسب.
ضاربة عرض الحائط بجميع البروتوكلات المعمول بها في تونس خاضت "المرأة القوية " عدة اجتماعات على مستوى عالي واستقبلها سفراء دون إذن من رؤسائها بل وتجرأت على الخوض في أسرار التونسار في اجتماع مع نظرائها في العالم.
لاقت خطوات الحامدي انتقاد العديد من القيادات النقابية وترجم ذلك يوم الجمعة بإقرار الاضراب العام وتدخل أمين عام اتحاد الشغل شخصيا من أجل اثبات الوجود فلم يكن للحامدي التي شعرت أن البساط بدأ يسحب منها إلا نشر وثيقة عادية على صفحتها الرسمية لتجلب تعاطف العباد ولتثبت أن الاتحاد "سبب خراب البلاد".
هذه الخطوة أطاحت اليوم بالمديرة العامة للغزالة غير أن "الحرب" سجال يوم لك ويوم عليك. إن الجزم بأن الحامدي قد سقطت أمر غير منطقي بالمرة لأنه وإن صح أنها مدعومة من الخارج فلا يمكن أن ترمي المنديل هكذا.
إن المعركة التي دارت بين الاتحاد وألفة الحامدي لا يمكن أن تنتهي اليوم بإقالة الأخيرة وربما ستبرز الأيام أن الأمر يتجاوز ذلك ولو قررت "بنت الحوض المنجمي" الدخول في معترك السياسة فستجد على الأغلب قاعدة شعبية يمكن أن تبني عليها في قادم الاستحاقاقات الانتخابية.
علينا أن نعي جيدا أن "سيدة الأعمال" كانت واعية بمصيرها منذ البداية بما أنها اختارت المواجهة مع الاتحاد الذي يعتبر أبرز القوى الموجودة في تونس وأن الخطوة القادمة هي الأهم وربما ستتوجه إلى العمل السياسي ولما لا دخول البرلمان من أوسع أبوابه ولنا في ذلك تاريخ يا أولي الألباب لعلكم تعقلون.
أيمن الوافي
التعليقات
علِّق