تعيين الموريتاني " داودا ساو " مديرا عاما وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية: الرسالة؟

تعيين الموريتاني " داودا ساو " مديرا عاما وكالة  إحياء التراث والتنمية الثقافية:  الرسالة؟

في الوقت الذي تتعرّض فيه تونس إلى الكثير من الضغوطات والنقد بسبب ما يقال إنه " سوء معاملة  مع المهاجرين الأفارقة القادمين من بلدان جنوبي الصحراء " تأتي بعض الأخبار السارة التي تفنّد هذه الإدعاءات وتقيم الدليل على  أن حكاية " العنصرية " في تونس لم تكن ( منذ الاستقلال على الأقل ) سياسة دولة رغم تسجيل بعض التجاوزات التي يمكن أن تحدث في أي مكان من العالم.

وفي هذا الإطار وبعد بضعة أيام فقط من اختيار الموريتاني " عمر دياغانا " كأفضل عامل في مؤسسته الإعلامية وترقيته إلى رتبة رئيس التحرير هاهو موريتاني آخر يتم تعيينه  على رأس إحدى المؤسسات التونسية المهمّة في البلاد ونعني هنا  السيد " داودا ساو " الذي بات يشغل خطّة المدير العام بالنيابة لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية.

وتجدر الإشارة إلى أن السيد " داودا ساو " موريتاني الأصل لكنه حاصل أيضا على الجنسية التونسية وهو يقيم في تونس منذ نحو 30 عاما.

وقد تم تنصيب " داودا ساو " في مهمته الجديدة يوم الاثنين 6 مارس الجاري في أجواء احتفالية بحضور إطارات الوكالة وموظفيها الذين عبّروا عن سعادتهم بتعيينه وتمنّوا له كل التوفيق في هذه المهمة.

ومثلما قلنا فقد جاء " داودا ساو " إلى تونس منذ حوالي 30 عاما طالبا في الجامعة في إطار منحة دراسية لمواصلة المرحلة الثالثة في اختصاص التاريخ. وبعد حصولها على ديبلوم الدراسات المعمّقة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية 9 أفريل بتونس تفرّغ الرجل خلال سنوات طويلة إلى البحث قبل أن يلتحق بإدارة وكالة التراث  في وقت لاحق.

ولا شكّ أن كفاءته الميدانية وآفاقه العلمية ومهنيته العالية بالإضافة إلى أخلاقه وخصاله الإنسانية التي قلّ وندر أن توجد في شخص واحد ... كانت وراء نجاحه وتدرّجه في سلّم الوظيفة  وبالتالي وراء كسب ثقة زملائه ورؤسائه في العمل.

وعلى هذا الأساس نعتقد أن هذا التعيين يحمل العديد من الرسائل لعلّ أهمّها أن الخصال والمستوى العلمي والمعرفي كفيلان بأن يحملا الإنسان إلى أعلى المراتب مهما كان بلده الأصلي على غرار هذا القادم تحديدا من بلدة " Kaédi " بالجنوب المورتاني  الذي  ستكون إحدى مهامه على  رأس الوكالة الارتقاء بالتراث التونسي إلى مستوى المعايير الدولية والترويج لتونس كوجهة دولية مثالية في السياحة الثقافية.

وللإشارة  أيضا فإن هذه الوكالة التي تستقبل  سنويّا  أكثر من  مليون زائر تشغّل  453 موظفا وعاملا ... منهم 166 إطارا. وهي تشرف على 62 موقعا أثريا والعديد من المعالم التاريخية والمتاحف ومنها 7 متاحف ثقافية مسجّلة على قائمة التراث العالمة لمنظمة " اليونسكو".

التعليقات

علِّق