بعد أن برّأتها وزارة التربية من تهمة الغش في الباكالوريا : هل ينصف الوزير التلميذة " هبة " التي حرموها حتى من دورة التدارك ؟
لا حديث في مدينة حمام الأنف هذه الأيام إلا عن المظلمة الكبرى التي تعرّضت لها التلميذة بمعهد حمام الأنف هبة العرضاوي التي تم اتهامها بالغش في امتحان الباكالوريا قبل أن تعود الوزارة فتقرّ براءتها من التهمة الموجهة إليها دون أن تقوم تبعا لذلك بتسوية وضعيتها فحرمتها بالتالي من دورة المراقبة.
وقالت والدتها نجوى التمزيني وهي أستاذة تعليم ثانوي بأنها توجّهت بنداء إلى الوزارة التي اعترفت بالخطأ لكن بعد فوات الأوان. "
وفي هذا السياق كتبت إحدى قريباتها قائلة : " أرجو من الله أن يظهر حق ابنتنا جميعا هبة تلميذة البكالوريا بمعهد بوقرنين وهي بالمناسبة ابنة زميلتنا الأستاذة المناضلة السيدة نجوى التمزيني التي اتهموا بنتها بالغش بدون أي دليل وبدون أي تفسير أو حتى تحقيق في الموضوع ... لقد أرادوا فقط أن يسكتوا صوت أمها التي طالبت بحق بنتها في التثبت في الموضوع وأغلقوا أمامها بالتالي كافة الأبواب . لم يرد أحد أن يسمعها بحجة أنهم مشغولون بإنهاء دورة المراقبة... لكن ربما غاب عنهم أن الأستاذة و الأم يستحيل أن تبقى مكتوفة اليدين أمام هذه المهزلة و يستحيل أن تسلم في حق بنتها بالسهولة التي ربّما تصوّروها... لقد كانت تتحول كل يوم إلى وزارة التربية منذ السادسة صباحا و أملها الوحيد أن تقابل السيد الوزير و أن تحكي له تفاصيل المظلمة التي حدثت لابنتها... وقد كان على وزارة التربية التي تعتبر مبدئيّا ابنتها وهي التي قضت 30 سنة في خدمة التعليم أن تستقبلها وتمكّنها من أن تحكي عن مشكلتها داخل الوزارة و أن يتم استقبالها على الأقل بطريقة لائقة بأستاذ أفنى عمره في العطاء لكن ذلك لم يحصل . وأمام إصرار الأستاذة على مقابلة الوزير تمكنت والحمد لله وبقدرة قادر من أن تلتقيه " من وراء قضبان " الوزارة بعد أن نزل للتوّ من سيارته وتمسكت هذه الأم بأملها الوحيد وهو أن تعلم الوزير بكل ما حدث لابنتها و أن تطلب منه أن ينصفها...".
وأضافت هذه القريبة قائلة : " لقد استمع الوزير مشكورا إلى الأستاذة وتفاعل مع طلبها وأمر بإجراء تحقيق في الموضوع.وبعد ذلك كانت المفاجأة الكبرى إذ قال مسؤول من مركز الامتحانات بالحرف الواحد : بعد ن حدثت غلطة( faute de frappe ) فإن هبة بالتالي بريئة من تهمة الغش في الامتحان ... وهبة contrôle avec 9,16 الحائزة على معدل 9.16 يمكنها غدا أن تلتحق بزملائها في دورة المراقبة ... " ما صار شيء ... هو صحيح فاتها نهار لكن تو نعاودوهولها بصفة خاصة ... المهم الموضوع يتلمّ...". هكذا قالها ببساطة هذا المسؤول ولعلّه نسي أو تناسى أن هبة التي لا يتجاوز عمرها 17 سنة فتاة حساسة َ... فتاة أحسّت ( وأحسسنا جميعا ) بأنهم قهروها.. قمعوها... سرقوها... اتهموها... و حكموا عليها... دون أن تقترف أي شيء يستوجب ذلك العقاب وتلك القسوة وذلك الظلم . لقد استخسروا فيها حتى كلمة اعتذار... لذلك نطلب منها اليوم أن تكون شجاعة فلا تبكي لأننا جميعا معها ... و كلّنا يعتذر لها لأن ذنبها الوحيد أنها تعيش في بلد يمكن أن يحدث فيه مثل هذا وأكثر من هذا فتتحمّل الضحيّة كل المسؤولية ويفلت " الجلّاد " من العقاب ... أو حتى من أبسط الحساب . ربّما أيضا ذنبها الوحيد أنها طمحت و حلمت بالنجاح في بلد لا يجد فيه لا التلميذ ولا المربي حظّه ... إن الله سيظهر حقها المسلوب وإن القانون في النهاية يعلو ولا يعلى عليه ... وكل ما طلبه منها الصبر والقوة أمام الصدمات المتتالية... فلا بدّ للظلم أن ينجلي ..ولا بدّ للقيد أن ينكسر...".
ولعلّ البعض منكم يتساءل الآن : ماذا حصل بعد ذلك وهل التحقت التلميذة هبة بزملائها لإجراء امتحانات دورة التدارك بعد مرور يوم من انطلاقها ؟. والحقيقة أنه لم يحصل شيء في هذا السياق . فالفتاة أصيبت بصدمات متتالية لا يمكن لمن هي في مثل سنّها ان تتحمّلها . وقد باتت في حاجة إلى علاج نفسي أكيد بالإضافة إلى أنها لم تحضّر أية مادة على غرار زملائها نظرا إلى حجم " الكارثة " التي حلّت بها جرّاء اتهام باطل و " قاتل " ما كان ليحدث أصلا لو أن هؤلاء المسؤولين المتسرّعين تمهّلوا قليلا ولم يتّهموها ظلما وعدوانا .
ويبقى اليوم مطلوبا من وزير التربية شخصيّا ألّا يترك الأمور تقف عند هذا الحدّ فيأذن بمتابعة دقيقة لحالة التلميذة هبة ثم يتحمّل مسؤولية ما حدث باعتبار أنه المسؤول الأول عن الوزارة وذلك من خلال تكوين لجنة خاصة تنظر في إمكانية ارتقاء هذه التلميذة بالإسعاف على سبيل المثال أو أن تمكّنها الوزارة من إجراء اختبارات دورة التدارك بصفة استثنائية وفي أجل معقول نظرا إلى أنها ليست مسؤولة لا من بعيد ولا من قريب عن كلّ ما حدث
ج - م
التعليقات
علِّق