النجم الساحلي بين عقدة التعادلات وضغط الغيابات قبل الكلاسيكو

النجم الساحلي بين عقدة التعادلات وضغط الغيابات قبل الكلاسيكو

مرة أخرى، يجد النجم الرياضي الساحلي نفسه في دوامة تكررت منذ الموسم الماضي: تقدّم في النتيجة يضيع في الدقائق الأخيرة، ليترك وراءه خيبة لجماهيره. مباراة الستاد التونسي كانت شاهداً جديداً على هذه الإشكالية، خاصة بعد الورقة الحمراء المجانية التي تحصل عليها راقي العواني، والتي قلبت موازين اللقاء وفرضت على زملائه اللعب منقوصين لقرابة 85 دقيقة كاملة. ورغم الروح العالية، لم يكن من السهل مجاراة خصم منظم بعشرة لاعبين فقط، لينتهي اللقاء بتعادل مُرّ يعكس هشاشة النجم في إدارة الأوقات الحرجة.

"الخباثة" الغائبة

المتابعون يجمعون على أنّ النجم يفتقد إلى ما يُعرف في الكرة التونسية بـ "الخباثة التكتيكية": كسر النسق، تعطيل اللعب، وإدارة الوقت ببراغماتية. وهي أسلحة استعملتها أندية كالأفريقي وشبيبة القيروان بنجاح، وحتى فرق إفريقية كأهلي مدني، فيما يصرّ النجم على مواصلة اللعب بانفتاح يمنح المنافسين فرصة العودة.

نفخة في مواجهة الحقيقة

محمد علي نفخة، من نجم متألق في الماضي إلى مدرب تحت المجهر، يعيش واحدة من أصعب فتراته المهنية. مباراة الترجي القادمة لن تكون مجرد "كلاسيكو" بل محطة مفصلية: إمّا لتثبيت خطوات الفريق على السكة الصحيحة، أو لزيادة الضغط على المدرب الشاب الذي يواجه جمهوراً لا يرضى سوى بالألقاب.

غيابات ثقيلة ضد الترجي

المعطيات تزداد تعقيداً مع تأكد غياب راقي العواني بسبب البطاقة الحمراء، إضافة إلى ريان عنان الموقوف لجمعه 3 إنذارات. غيابات هامة ستفرض على نفخة حلولاً تكتيكية بديلة أمام الترجي، في مباراة تعتبر امتحاناً فعلياً لعمق الرصيد البشري للفريق.

دعم لراقي وانتظار المركاتو

ورغم الهفوة الأخيرة، يظل راقي العواني أحد أبناء النادي المخلصين، إذ خاض أكثر من 100 مباراة بقميص ليتوال وهو في سن 21 فقط. خطؤه الأخير جاء من شدّة الحماس لا من قلّة المسؤولية، ما يجعل دعمه واجباً من الجميع. في المقابل، يبرز ضعف الخط الخلفي وغياب "البيفو" الحقيقي كأحد أكبر الهواجس، في انتظار إصلاحات منتظرة خلال المركاتو الشتوي. كواليس ومفاوضات في الأثناء، علمت مصادر صحفية أنّ زبير بية اتصل بالمدرب عمار السويح ليكون على رأس الإطار الفني بمساعدة نفخة وإقبال الرواتبي. السويح، صاحب التجارب الناجحة في الجزائر، يعرف أجواء النجم جيداً وتُوّج معه سابقاً بكأس الكؤوس الإفريقية.

الخلاصة النجم اليوم يقف أمام مفترق طرق: جمهور غاضب، نتائج متذبذبة، غيابات مؤثرة، وضغط كلاسيكو يلوح في الأفق. مباراة الترجي القادمة ستكون أكثر من 90 دقيقة كرة قدم، بل مواجهة وجودية قد تحدد مسار موسم كامل، وتكشف إن كان نفخة قادراً على إعادة البريق لفريق يبحث عن نفسه.

وليد حشيشة

التعليقات

علِّق