النجم الساحلي بين الغضب الجماهيري ومفترق الطرق…واسم كمال بالخيرية يدخل على الخط

تعيش جماهير النجم الساحلي حالة غير مسبوقة من الغضب والإحباط، بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة والأداء الباهت الذي أفقد الفريق هويته وبريقه. مدارج ملعب سوسة أصبحت شبه خالية، والروح التي كانت تميز النادي تراجعت بشكل مقلق، في ظل إدارة لم تنجح في إعادة الثقة ولا في تحقيق الاستقرار المطلوب.
في هذا السياق الملبّد بالشكوك، بدأت بعض الأطراف المقربة من النجم الساحلي تتحرك في الكواليس لمحاولة إقناع رجل الأعمال السيد كمال بالخيرية، صاحب شركة الوردة البيضاء، بتولي رئاسة النادي خلال المرحلة القادمة. بالخيرية يُعد من أبرز المستشهرين في القطاع الرياضي التونسي، وله تجربة طويلة في دعم الجمعيات الرياضية، ما جعله من الأسماء التي تحظى بتقدير واحترام واسع في الوسط الرياضي.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن كمال بالخيرية لا يمانع مبدئيًا فكرة مساندة النجم الساحلي أو تولي مسؤوليته، بشرط حصوله على ضمانات واضحة بالدعم من رجال النادي وأبنائه القدامى، حتى لا يكون مجرد واجهة رمزية دون صلاحيات أو إمكانيات فعلية. زبير بية في مرمى الانتقادات التحركات الأخيرة تأتي في وقت تتصاعد فيه الانتقادات تجاه الرئيس الحالي زبير بية، الذي يرى كثيرون أنه أخطأ في خياراته الرياضية والإدارية.
فقد وُصفت الانتدابات الأربعة عشر التي قام بها خلال الميركاتو الأخير بأنها فاشلة، إذ لم ينجح أيٌّ منها في تقديم الإضافة، في حين أثقلت أجور بعض اللاعبين ميزانية النادي. كما وُجّهت له انتقادات حادة بسبب اعتماده على سياسة تقشف غامضة، في مقابل التعاقد مع 12 لاعبًا أجنبيًا بمستويات عادية، الأمر الذي اعتبره الجمهور تناقضًا صارخًا بين الخطاب والممارسة.
مدرج فارغ وغضب جماهيري الجماهير لم تعد ترى في فريقها الصورة التي كانت تفخر بها. تساؤلات كثيرة تُطرح اليوم: لماذا يلعب الظهير الأيمن في الجهة اليسرى؟ ولماذا يُمنح “كريستو” و“بالصغير” و“شوشان” فرصًا متكررة رغم ضعف الأداء؟ وأين اختفت روح النجم التي كانت تُلهب القلوب وتملأ المدرجات؟ مدرجات سوسة الفارغة أصبحت مرآة لأزمة الثقة بين الجمهور والإدارة، وأصبحت رسائل الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي تعبّر عن غضب صامت لا يحتاج إلى ترجمة. مفترق طرق حاسم النجم الساحلي اليوم أمام حالتين لا ثالث لهما:
1. الفوز يوم الأحد بنتيجة عريضة والتأهل إلى دور المجموعات، ثم تعيين مدرب صاحب كاريزما وشخصية قوية لاستغلال فترة التوقف الدولي لإصلاح الأخطاء والاستعداد الجيد للاستحقاقات المقبلة.
2. الخسارة والإقصاء، وهي النتيجة التي ستفتح الباب حتمًا أمام استقالة الإدارة الحالية وتحديد موعد جلسة انتخابية مبكرة، قد تشهد حينها دخول كمال بالخيرية رسميًا على الخط لترؤس النادي وقيادته في مرحلة إنقاذ جديدة. النجم في انتظار ولادة جديدة المرحلة القادمة ستكون مفصلية في تاريخ ليتوال. إمّا أن يُترجم الفوز المقبل إلى بداية صحوة جماعية يعيد بها الفريق مكانته وهيبته، أو أن يُكتب فصل جديد من أزمة تطول. لكن الأكيد أن النجم الساحلي لن يسقط ما دام فيه رجالٌ صادقون وجماهير لا تتخلى عنه، وأن دخول أسماء بحجم كمال بالخيرية إلى دائرة النقاش يعيد الأمل في ميلاد إدارة جديدة قادرة على جمع الشمل واستعادة الثقة
وليد حشيشة
التعليقات
علِّق