النجم الساحلي بين الأمل الجديد والتخبط الإداري... هل يبدأ محمد علي نفخة مرحلة الإنقاذ؟

النجم الساحلي بين الأمل الجديد والتخبط الإداري... هل يبدأ محمد علي نفخة مرحلة الإنقاذ؟

يعيش النجم الرياضي الساحلي واحدة من أكثر فتراته حساسية في السنوات الأخيرة، بين قرارات متسرّعة وملفات انتداب مثيرة للجدل، وأزمات مالية متراكمة، في وقت تحاول فيه الهيئة المديرة فتح صفحة جديدة بتعيين محمد علي نفخة مدربًا أول لفريق الأكابر، وسط ترقّب جماهيري كبير لمعرفة إن كان هذا القرار بداية إصلاح حقيقي أم مجرّد تهدئة مؤقتة.

محمد علي نفخة... ابن النادي في مهمة إنقاذ

القرار الأخير للهيئة بتعيين محمد علي نفخة جاء ليضع حدًّا لحالة الفراغ الفني ويعيد بعض الهدوء إلى محيط الفريق. نفخة، الذي يُعدّ أحد أبناء النجم الساحلي، يعرف جيدًا خفايا النادي وأجواءه، وهو ما يمنحه أفضلية نسبية في التعامل مع اللاعبين والمجموعة. لكن التحدي الحقيقي أمامه لن يكون فقط في الجانب الفني، بل في إعادة الانضباط والثقة داخل فريق أنهكته التغييرات المتكررة والانقسامات الداخلية.

قرارات متسرّعة وملفات غامضة

ملف اللاعب النيجيري إبراهيم أوال لا يزال إلى اليوم يثير الجدل. فبعد أن وقّع مع النجم الساحلي عقدًا لخمس سنوات، تم فسخ الاتفاق بطلب من اللجنة الطبية بدعوى معاناته من “مرض ما” يمنعه من اللعب، قبل أن يظهر اللاعب لاحقًا بصفة عادية مع منتخب نيجيريا لأقل من 20 سنة في كأس العالم. الواقعة أعادت إلى الواجهة سؤالًا جوهريًا حول دقّة التقييمات الطبية والإدارية داخل النادي، وحول من يتحمّل المسؤولية عن مثل هذه القرارات التي تمسّ بصورة المؤسسة.

ريكي هانس... موهبة أفلتت من اليد

في المقابل، يواصل اللاعب ريكي هانس، متوسط ميدان المرسى، تألقه الكبير في البطولة التونسية، بعد أن كان في فترة سابقة قريبًا من الانضمام إلى النجم الساحلي. غير أن الصفقة لم تكتمل بسبب اختلاف وجهات النظر داخل الإدارة والإطار الفني، ليتألق اللاعب في فريق آخر ويصبح رمزًا لفرص ضاعت بسبب غياب الرؤية الموحدة. ملفا أوال وهانس يعكسان بوضوح أن أزمة النجم الساحلي لم تعد فنية بقدر ما هي هيكلية وتنظيمية، حيث تتخذ القرارات أحيانًا في غياب التنسيق والتشاور الكافي بين اللجان المختلفة.

أزمة مالية... وقنابل مؤجلة

على الصعيد المالي، لا يبدو الوضع أفضل حالًا. فبرغم نجاح الإدارة في جدولة الديون خلال الصيف الماضي، فإن الالتزام بالمواعيد المحددة يواجه صعوبات جدية. ويُحذّر بعض المراقبين من احتمال عودة النادي إلى دائرة النزاعات الدولية مع لاعبين ومدربين سابقين في حال تواصل التأخير في السداد، ما قد يجعل صيف 2026 موعدًا لأزمة جديدة. الأدهى من ذلك أن الفريق يفتقر حاليًا للاعبين قادرين على توفير موارد مالية مهمة عبر سوق الانتقالات، باستثناء الحارس الواعد صبري بن حسن الذي يُعتبر من الأسماء القليلة القادرة على جلب عائد مالي معتبر في المستقبل القريب.

جماهير مشتتة وصورة مهزوزة

أما الجماهير، التي كانت دائمًا السند الأقوى للنجم، فتبدو اليوم منقسمة ومتعبة من كثرة الوعود والخيبات. فالنفور من الذهاب إلى الملاعب لم يعد مجرد ردّ فعل، بل أصبح رسالة واضحة تعبّر عن فقدان الثقة في المنظومة الحالية. ولعلّ أخطر ما يمكن أن يعيشه أي نادٍ هو فقدان حماسه الداخلي، حين يتحوّل الحلم إلى تعبٍ مزمن.

في الختام

تعيين محمد علي نفخة قد يكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ الموسم وإعادة بناء الثقة داخل الفريق، شريطة أن ترافقه إصلاحات حقيقية في الإدارة والتسيير. فلا يمكن لأي مدرب، مهما كانت كفاءته، أن ينجح وسط بيئة يغيب فيها الانسجام والتخطيط البعيد المدى. إن النجم الساحلي اليوم أمام مفترق طرق حقيقي: إمّا أن يواجه أزماته بشجاعة وشفافية ويعيد بناء مؤسساته على أسس واضحة، أو يواصل الدوران في حلقة مفرغة من الأخطاء والتبريرات. ويبقى الأمل أن تكون عودة ابن النادي، محمد علي نفخة، بداية عهد جديد عنوانه العمل لا الوعود، والهدوء لا الفوضى، لأن النجم — مهما تعثّر — سيبقى كبيرًا ما دام هناك من يؤمن بقدرته على النهوض من جديد.

وليد حشيشة

التعليقات

علِّق