الجدل متواصل بعد تكريم " سامارا " : هل نحن فعلا بلد لا يكرّم إلا التافهين ؟

الجدل متواصل بعد تكريم " سامارا "  : هل نحن  فعلا بلد لا يكرّم إلا التافهين ؟

ما زال  التكريم التاريخي للمدعوّة " Lady Samara  " خلال  معرض الكتاب بثير ردود أفعال  كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة على " فايسبوك  " . وتساءل الكثير كيف  يمكن لأي  مسؤول ثقافي في هذه البلاد أن يكرم " إنستاقراموز"  عرفت لدى العموم  باهتماماتها بمواضيع  لا علاقة لها لا من بعيد ولا من قريب لا بالثقافة ولا بالآداب بل أكثر من ذلك عرفت هذه المواطنة بأنها من " زعماء " الكلام البذيء والمحتويات التافهة وأنها بطلة من أبطال الرداءة في هذه العصر الرديء .  وقد وجّهت اتهامات وانتقادات لاذعة لوزارة الثقافة بسبب هذا " الانجاز العظيم ". وقد اتضح في ما بعد أن الوزارة في حلّ من هذا التكريم الغريب .

أما مدير معرض  مدينة تونس للآداب والكتاب  حبيب العرقوبي  ( وهو صاحب التكريم الحقيقي ) فقد قال  في هذا السياق : " إن تكريم  مجموعة من المؤثّرين وصنّاع المحتوى اجتهاد خاص من المركز التونسي للكتاب ولا علاقة لوزارة الثقافة أو المندوبية الجهوية للثقافة بتونس بهذه المبادرة ."

وأضاف أيضا قائلا : "  إن استضافة " المؤثّرين " كانت بدافع استقطاب الشباب واليافعين للعودة بهم إلى نهر المعارف وتقريبهم من الكتاب وترغيبهم في المطالعة ...".

وإذا فهمنا كلام هذا المدير فالمعنى هو أن سيادته يعمل على " هداية " الشباب واليافعين والعودة بهم إلى نهر المعارف التي لا يعرفونها أصلا ولا يريدون أن يعرفوها أو أن تكون لهم بها علاقة والدليل موجود على أكثر من قناة وفي أكثر من برنامج أبرز لنا كميّة " المعارف : التي انتشرت في السنوات الأخيرة لدى أغلبية هؤلاء الشباب واليافعين .

وبصراحة لا أريد مناقشة هذا الكلام وأكتفي بالقول إنه غير مقنع .  وفي المقابل نتساءل : هل يعقل أن يكرّم  معرض الآداب والكتاب من اشتهر وعرف لدى الخاص والعام بقلّة الآداب ؟؟؟.

البعض يقول إن هذه الفتاة حرة في ما تفعل على حسابها الخاص على " إنستغرام ". هذا صحيح أما معرض الكتاب  فهو شأن ثقافي  لا يهمّ  إدارة المعرض أو وزارة الثقافة  أو أيّة جهة سمية بل هو شأن عام يهمّ كافة التونسيين الذين استاء أغلبهم من هذا التكريم الذي تجاهل أصحابهم أدباء ومثقّفين يعملون على إعلاء شأن الثقافة وفي نفس الوقت قدّم لنا هذه المواطنة كمثل أعلى  للشباب أو غير الشباب ويكاد يجزم الكثير بأنها لا تعرف أصلا ما معنى " كتاب " .

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق