أيام قرطاج السينمائية : هل أصبحت " ممنوعة " على أصحابها ومرتعا لهذه " المخلوقات " ؟

أيام قرطاج  السينمائية  : هل أصبحت " ممنوعة " على أصحابها ومرتعا  لهذه " المخلوقات " ؟

هل أصبحت أيام قرطاج السينمائية  مناسبة للترويج للمثلية و الماسونية والنازية و العراء وقلة الحياء ؟... كيف  يمكن أن نقبل أن يشاهد العالم منّا تلك الصور المسيئة لبلادنا على كافة المستويات دون أن تحرّك لنا شعرة ودون أن تتم محاسبة أحد  وكأن الأمر بات عاديّا ومن  تحصيل الحاصل؟. هل تكفي استقالة مديرة  هذه الدورة  مقابل ما حصل فيها من فضائح وتجاوزات ؟.

على سبيل المثال وليس الحصر هذا الكائن (هيكل.ع) حضر حفل الاختتام لماذا؟. ودون الدخول في متاهات " فلسفيّة " عقيمة نقول إن ملابسه تروّج لجملة من الأمور التي خطط البعض لها منذ سنوات على غرار المثلية الجنسية و الماسونية  والنازية وحركة " التبشير " المسيحية... وهي ملابس غريبة  تجمع كل هذه الدلالات ولا أحد اعترض بما في ذلك إدارة الأيام السينمائية التي لم تتحرك لايقاف المهزلة. ومن خلال هذه " اللوحة " القبيحة  يسمح لهذا المخلوق بأن يعتدي على الذوق العام بذلك الشكل  و ذلك اللباس المقرف وبأن يروّج لأشياء بعيدة عن  مجتمعنا وديننا و أخلاقنا و قيمنا  مهما بلغنا من درجات الانفتاح على الثقافات الأخرى  ومهما ادّعى بعضنا ودعا إلى  " ضرورة مواكبة العصر حتى من خلال التفسّخ والانحطاط الأخلاقي والقيمي " . وفي المقابل دعا أمس بعضهم إلى  تقديم دعوى قضائية  ضدّ هذا " الشيء " فورا بتهمة الاعتداء على الدين و الأخلاق و الذوق العام و الترويج للّواط و الماسونية و المسيحيّة والنازية في بلد مسلم.

 وأمام هذا الزحف الوندالي العجيب ( مقابل تغييب الصحافيين المختصين والكثير من أهل الفن والسينما الحقيقيين ) هناك أمران على غاية من الأهميّة :

- كان من المفروض أن تتضمّن الدعوات لمهرجان عريق  كهذا  الاسم الكامل لصاحب الدعوة  حتى  لا تذهب تلك الدعوات  إلى غير مستحقيها فنرى كوارث تحضر هذه التظاهرة وتحمل معها دعوات.

 - هناك دعوات تذهب إلى المستشهرين  وكان من الضروري على إدارة المهرجان التثبّت هل إنها ستصل إلى أصحابها فعلا أم إلى أشخاص آخرين نجد للأسف الشديد أن أغلبهم لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بعالم السينما. ويفرض منطق ان يكون دخول اصحاب هذه الدعوات من مدخل اخر غير مدخل" السجادة الحمراء".

- هناك ضوابط أخرى تعتمدها مهرجانات عالمية كبرى ولا تسمع بتجاوزها لأي شخص مهما علا شأنه  وهي تخص " الكود " الخاص على الدعوات بحيث لا يمكن أن يسمح بالدخول لغيب أصحابها الحقيقيين. ففي مهرجان " كان " على سبيل المثال لا يمكن لأي مدعو أن يرتدي حذاء  يشبه الحذاء  الرياضي لأنه في هذه الحالة لن يسمح له بالدخول حتى لو انطبقت السماء على الأرض.

* من مهرجان هادف إلى مهرجان مستهدف ؟

عندما تم إنشاء أيام قرطاج السينمائية  كانت الغاية أن يصبح  فضاء للسينما المناضلة بالمعنى الفني و  بكافة المعاني الأخرى و كان محملا  هاما  لتجارب السينما الإفريقية و العربية  وبلدان أمريكا الجنوبية و سينما المؤلف برغم شح الإمكانات  آنذاك.

وهنا يتساءل الكثير ممن واكبوا دورات كثيرة من هذا المهرجان قائلين : " ماذا حدث  لهذا المهرجان ؟؟  هل ينطبق عليه المثل التونسي القائل :  جاء يتبّع  في مشية الحمام تلّف مشيتو " وذلك من خلال حكاية " السجادة الحمراء" التي جاءت بها درة بوشوشة  ذات عام  مضى وهي في الحقيقة  لابد ان يقتصر المشي عليها للنجوم فقط لا غير ... بالإضافة طبعا إلى فوضى الافتتاحات  والاختتامات  الضعيفة جدا إلى درجة أن البعض بات يرى أنا تشبه  " وطيّة "  على سطح منزل ... و أولئك الزواحف من النكرات الذين  لا يتخلفون  عن أية فرصة  ليستعرضوا وجوههم وملابسهم  وغرائبهم وعجائبهم و " عدّة أشياء أخرى ".

* هل يعود إلى طبيعته ؟

إجابة عن هذا السؤال يرى البعض من الغيورين على البلد عموما وعلى هذه التظاهرة العزيزة على هذا البلد خصوصا أنه لابدّ أن تتوفّر عدة عناصر لا يمكن بدونها أن يعود هذا المهرجان إلى سالف عصره وإلى الأهداف التي بعث من أجلها. ولعلّ من أهم الشروط التي يجب أن تتوفّر:

- ضرورة أن تتم محاسبة إدارة هذا النسخة من أيام قرطاج السينمائية بكل جدّية على الأقل لمعرفة من المسؤول عن التجاوزات وعن دخول تلك الكائنات خاصة أن البعض يقول إن وزارة الثقافة تبذل الجهد ليكون المهرجان في المستوى وتحاول أن تمنع تكرار ما كان يحصل في الدورات السابقة وهناك أيضا من يقول إن هناك أطرافا من إدارة المهرجان ذاته تعمل  ضدّ أهداف الوزارة وهذا ما يفسّر وجود تلك الكائنات.

- بعد التقييم والمحاسبة التي تأتي طبعا بعد تحقيقات لا بدّ أن تقوم بها الوزارة لا بدّ من تحميل المسؤوليات وإعلانها للعموم عسى أن نقطع مع تلك العادة السيّئة التي مفادها " بوس خوك وروّح " وانتهى كل شيء ... وتعاد نفس الفصول ونفس المصائب في الدورات المقبلة.

- لا بدّ للوزارة أن تغيّر أسلوب اختيار إدارة المهرجان بشكل أكثر ديمقراطية ويفضي إلى اختيار إدارة قادرة على وضع برامج هادفة وتنفيذها وبالتالي التصدّي لكافة محاولات " تحويل وجهة المهرجان "  لأغراض لم تعد تخفى على أحد.

- لا بدّ للإدارة المقبلة للدورة المقبلة أن تغيّر أساليب التعامل مع كافة الأطراف التي لها علاقة بالمهرجان وخاصة الإعلام والمدعوين الخاصين وطرق الدعوات وتعصير تلك الدعوات بحيث لا يستفيد منها إلا أصحابها بالإضافة إلى لجان التنظيم التي لا بدّ أن يكون فيها أناس يفرّقون بين مدعوّين حقيقيين وكائنات غريبة لا يسمح لها بالدخول مهما كان الثمن  من باب الحفاظ على قيمة المهرجان وسمعته  قبل أي شيء آخر.

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق