أقسى من الهزيمة : هل لعب " بيترو أتليتيكو " لقاءه ضدّ النجم الساحلي بلا حارس مرمى ؟

أقسى من الهزيمة : هل لعب " بيترو أتليتيكو " لقاءه ضدّ النجم الساحلي بلا حارس مرمى ؟

في كرة القدم ( كما في أغلب الرياضات الأخرى ) يمكن أن تنتصر أو تتعادل أو تمنى بهزيمة. فتلك قواعد اللعبة التي يمكن أن تحدث في أي وقت. لكن أن تلعب أكثر من 90 دقيقة كاملة دون أن تخلق حتى ربع فرصة سانحة للتسجيل أمام مرمى المنافس فإن ذلك يفوق الغرابة ذاتها.

ولا شكّ أن النجم الساحلي الذي كان بالأمس يمثّل تونس في رابطة الأبطال الإفريقية لعب أسوأ لقاء له في حياته. فقد يحدث أن تلعب وتجتهد وأن تخلق الكثير من الفرص لكن الكرة " تعكس " فلا تتمكّن من التسجيل ثم تقبل هدفا أو أكثر ضدّ مجرى اللعب. لكن النجم لم يقم مساء أمس بأي شيء من هذا إلى درجة أن بعضهم تساءل في تعجّب : هل إن الفريق الأنغولي كان يلعب دون حارس ؟؟؟ . والقصد واضح طبعا وهو أن الحارس ظلّ في إجازة تامة وراحة كاملة من بداية اللقاء إلى نهايته.

ورغم توفّر كافة أسباب النجاح إذ تحوّلت آلاف من الجماهير من سوسة ومن مختلف مناطق  البلاد لمؤازرة اللاعبين وشحذ هممهم ودفعهم إلى انتصار كان سيعيد خلط كافة أوراق المجموعة من خلال وجدود الفرق الأربعة في الطليعة فتبقى حظوظ ممثّلينا النجم والترجي قائمة بالكامل فقد ظهر النجم الساحلي بوجه شاحب وهزيل لم نتعوّده منه حتّى في أضعف فترات حياته. ولم يقدّم اللاعبون أي شيء يوحي بأن الفريق الذي شاهدناه على  أرضية ملعب رادس هو النجم الساحلي وليس فريقا آخر لا يعرفه أحد.

وبطبيعة الحال عادت تلك الآلاف المؤلّفة من الجماهير تجرّ أذيال الخيبة وتتذوّق طعم مرارة هزيمة ربّما كانت غير منتظرة.

الآن وقد حصل ما حصل يجب على أطراف النجم الساحلي أن تستخلص الدرس من هذه الهزيمة وأن تعمل على التدارك في الجولات القادمة وهذا ممكن إذا تعامل المحيطون بالنجم مع الأمور بواقعيّة وبعيدا عن التشنّج الذي لن يفيد أحدا.

وعلى أطراف النجم أن تدرك الأمور التالية :

- فر يق بيترو أتليتيكو الأنغولي  الذي ربّما استخفّ به البعض ولم يعطه حقّ قدره هو أقوى فريق في المجموعة . وهو بالتالي يسير نحو المرور إلى الدور القادم متصدّرا مجموعته إلا إذا اجتهد النجم والترجّي وأصلحا نقائصهما وفازا عليه في  الجولات القادمة.

- دفاع النجم الساحلي وعلى غرار دفاع الترجّى لاح خارج الخدمة ولاح ضعيفا جدّا وهو الذي كان يمثّل طيلة سنوات عديدة نقطة قوّة الفريق. وبالتالي يجب تكثيف العمل على  تحصين الدفاع  حتى لا يكون سببا في خروج الفريق من السباق في وقت مبكّر.

وسط ميدان النجم لم يكن موجودا ولم نشاهد أي لاعب من لاعبيه يحاول ويجتهد ويساعد على  إيصال الكرات إلى الخطّ الأمامي الذي كان بدوره  غائبا وتاهت عناصره بين التسرّع والارتجال و" محاربة " دفاع حصين من خلال الكرات العالية التي لم ينجح لاعبو النجم في اقتناص أيّ منها  مع ذلك الدفاع ... ومع ذلك واصل النجم اعتماد الكرات الطويلة كأنّه يدرّب دفاع المنافس على التصدّي لها.

- أما ضعف مردود كافة اللاعبين تقريبا  ومع التعويضات التي قام بها عماد بن يونس لاح ضعف الرصيد البشري بكل واضح إذ لم يتمكّن أي لاعب من المعوّضين من القيام بما هو مطلوب منه باستثناء فرج بن نجيمة الذي حاول لكنه لم ينجح.

وبعد كل هذا نقول إن الأمل ما زال موجودا رغم كل شيء بشرط أن يؤمن النجم بحظوظه وأن يكثّف العمل ثم العمل ثم العمل.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق