سلسلة حرائق على الحدود التونسية الجزائرية

لا تزال صفارات شاحنات الإطفاء وسيارات الإسعاف تدوي في طبرقة إلى حد الساعة منذرة بتواصل اشتعال نار الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس إلى حد الساعة.
فبُعيد منتصف نهار اليوم، اندلعت النيران في إحدى الغابات الواقعة على الحدود الغربية بين طبرقة ومدينة القالة الجزائرية سريعا ما انتشر لهيبها في الجهتين، حيث وصلت إلى الطريق التي تمر عبرها السيارات الجزائرية للدخول إلى المعبر الحدودي التونسي ملولة.
وقد زادت الرياح القوية في ظل حرارة قياسية تجاوزت 45درجة، من انتشار اللهيب لتصل النار إلى القرى المتاخمة لمدينة طبرقة ، ولم يتمكن سكانها من انقاذ تجهيزاتهم المنزلية واغراضهم وامتعتهم إذ لم تمهلهم النيران كثيرا فاكتفوا باخذ ما خف حمله فيما هربت المواشي والابقار خوفا من الاحتراق.
الرياح العاتية وكأنها كالبنزين، أعطت توسعا اكبر للنار التي سريعا ما تعالى دخانها ليغطي مدينة طبرقة التي اضحت وكأن الضباب يلفها، فيما تواصل اشتعال الغابات والسهول وحتى الطرقات.
اطلق السكان صيحات استغاثة عبر الهاتف ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعي حيث هبّت المصالح المحلية للحماية المدنية إلى المناطق المشتعلة دون ان تنجح في اخماد النيران التي تنتشر بسرعة البرق، ومما زاد في توسع رقعتها امكانيات التدخل البدائية للحماية المدنية حيث شاهد السكان طائرة الهليكوبتر الحاملة لسطل كبير يتم ملؤه بمياه البحر ثم سكبه من أعلى على الغابات المشتعلة.
منذ ساعتين تقريبا وصلت التعزيزات من باجة وجندوبة وعين دراهم في انتظار وصول فرق وشاحنات اطفاء من مناطق اخرى خاصة وان النار لا تزال تشتعل في بعض القرى ذات المسالك الوعرة التي استحال على الشاحنات الموجودة المرور عبرها والقضاء على بعض جيوب النار هناك.
ويتذمر سكان طبرقة الان من تعمد الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه قطع الماء الصالح للشراب على كافة المدينة وعلى قُراها الملتهبة دون سابق اعلام، مع التذكير بأن الشركة ومنذ بداية فصل الصيف وتضاعف الحركية بالمدينة، إرتأت قطع الماء كل ليلة إلى حدود الخامسة صباحا، وهو امر استنكره سكان طبرقة وضيوفها وعطّل مصالحهم.
صباح التوجاني
التعليقات
علِّق