والي بن عروس و الوقوع في المحظور؟ !
تواجه التعيينات التي يجريها الرئيس قيس سعيد في كل مرة بسيل من الانتقادات وعادة ما يعتبر ناقدوه أن أغلب المكلفين بمناصب تنقصهم الكفاءة و الخبرة خاصة على مستوى الولاة و المعتمدين و حتى بعض الوزراء و المدراء العامين.
وقد قال الرئيس في احدى كلماته انه يسبّق الوطنية على الكفاءة و كأنهما خطان متوازيان لا يلتقيان. وكل مرة تتأكد هذه الانتقادات.
و ما أتاه والي بن عروس عزالدين شلبي الناشط في حملة الرئيس الانتخابية وهو يتحدث لصحفية يثبت أن مثل هذه التعيينات بالولاءات دون اعتبار الكفاءات يسيء للدولة و يربكها و يسيء للرئيس نفسه .
فالسيد الوالي مع الاسف لم يتحلّ بهدوء أعصاب المسؤول و سرعان ما استعاد جبة الناشط السياسي حيث دخل في جدال مع محاورته و اتهمها بتهم غريبة لم يتهم بها الاعلاميون حتى في عهد بن علي حيث قال لها بالحرف الواحد "ما عندكش الحق باش توجهلي السؤال اللي تحبّ عليه.. وانت بعثك فريق سياسي باش تفسّد خدمة دولة" و"أنت تسعين لتقسيم الشعب التونسي " و"انت ما فاهمة شي" .
والغريب أن ما صدر من الوالي ليس له ما يبرره فالصحفية سألته عن الانتقادات -وهي لم تتبنّاها- التي توجه لمشاركة القوات المسلحة و الامنية في الاستشارة الالكترونية و قد ربطت ذلك بما جاء في الدستور من منع هؤلاء من المشاركة في الانتخابات التشريعية و الرئاسية. وبقطع النظر عن صحة هذه الانتقادات من عدمها ومع اقتناعي بأن المشاركة في هذه الاستشارة تختلف عن الانتخابات وهي تدخل في باب الحرية الشخصية لمن يريد المشاركة فيها أو يقاطعها فان ردة الفعل للسيد الوالي كشفت حقدا دفينا عن الاعلام ورغبة في تدجينه و كأنه يريد البحث عن اعلام الدولة المسبح بحمد الحكومة و الولاة و الذي لا يسأل سوى الاسئلة التي يريد أن يسأل عنها المسؤولون.
لقد فشل السيد في أول اختبار في المحاورة اذ سرعان ما استعاد دور الناشط السياسي كما قلنا و هو محمول عنه التعامل مع كل الاسئلة الصحفية بعقلية المسؤول .
قلناها سابقا و نكرّرها ان الافكار و ان كانت جميلة و هادفة فهي تحيد عن هدفها و تصبح مدعاة للسخرية اذا ما عبّر عنها غير العارفين بها الاعلام لا يسأل عن القطار الذي يصل في وقته بل يهمه القطار الذي يتأخر وهذا ما يجب ن يفهمه مسؤولو ما بعد 25جويلية. ريم بالخذيري
التعليقات
علِّق