أنور الغربي يرد على محمد عبو

بقلم : د. أنور الغربي
تفاديت مرارا التعليق بشكل مباشر على دعوات الأستاذ محمد عبو لرئيس الجمهورية للتدخل اعتمادا على تأويله هو لما يراه فسادا والحال أن لكلا الرجلين زاد معرفي قانوني معتبر ولا يخفى عليهما بأن القضاء هو سلطة الفصل ولا يجوز لأحد التأثير على القضاء أو توجيهه بأي شكل من الاشكال .
كنت طالبت أن يبقى الصراع سياسي وبالنهاية الكلمة الفصل للشعب صاحب السيادة وهو الذي يخول من يراه صالحا لادارة شؤونه وفي الاثناء ترك القضاء يشتغل دون توجيه أو ضغط حتى لا تفقد الدولة مصداقيتها والثورة اشعاعها . الى حد علمي لا توجد موانع قانونية أمام الاستاذ محمد عبو لكي يعرض نفسه على الشعب في المحطات الانتخابية القادمة ولكن في الاثناء لم يفوضه أحدا بتمثيل ارادة الناخبين وعليه احترام ذلك هو ومن يحمل نفس طريقة التفكير. والامر نفسه ينسحب على السيد الرئيس الذي أنتخبه الناس للقيام بدور رئيس الجمهورية المحدد بالدستور واذا رغب في القيام بأدوار خارج هذا الدور عليه عرض أفكاره وبرنامجه على الشعب للبت فيها.
مع الاسف سبق للأستاذ محمد عبو ان روج في الاعلام لرواياته في عدد من الملفات نحن نعلم يقينا أنها غير دقيقة وتعبر عن رؤيته هو لما يراه حقيقة. كان هذا في ملفات عدة منها اسباب استقالته من حكومة السيد حمادي الجبالي وما تم استعماله من أاساليب في الخلافات التي عصفت بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وبقيادته التاريخية وصولا الى انتخابات 2019 والدور الغير بناء الذي تبناه الاستاذ عبو لتشتيت أصوات العائلة السياسية التي من المفترض أنه ينتمي اليها.
ما لا يدركه الكثير من الذين يسعون لممارسة السياسة اليوم هو أن الاعلام بامكانه صناعة سياسيين وتقديمهم ولكن الاعلام لا يمكنه أن يصنع السياسة والاستراتيجيات والبرامج والسياسي الناجح هو الذي ينتج الافكار والبرامج .
ان ممارسة السياسة بعقلية " رياضة وشغل " لا تنتج الا الفراغ والعدم و السياسة تحتاج لتحيين دائم في الفهم والى علاقات في الداخل والخارج والى مراكز دراسات تنير الطريق لرجل الميدان .
التعليقات
علِّق