كرة السلة النسائية تنتعش مجدداً.. عودة فرق عريقة للنشاط وتأسيس أخرى بطموحات كبيرة

تشهد كرة السلة النسائية في تونس مرحلة جديدة من الانتعاش مع عودة البطولة الوطنية للسيدات إلى الواجهة، حيث استعادت اللعبة بريقها التاريخي بعودة أندية عريقة تركت بصمتها في سجل الرياضة التونسية.
الزيتونة الرياضية الكبرى، الغائبة منذ أكثر من اثني عشر عاماً (منذ موسم 2013)، تعود إلى الميدان بكل ما تحمله من تاريخ وإنجازات وريادة في تكوين اللاعبات ونشر ثقافة كرة السلة النسائية. فهي من الأندية التي زرعت الشغف باللعبة وأسهمت في صناعة أجيال كاملة من البطلات.
كما أعلن نادي الكهرباء والغاز عن عودته بعد غياب دام قرابة خمسة عشر عاماً، ليعيد إلى الساحة مدرسة حقيقية في التكوين والانضباط. فالنادي لم يكن مجرد فريق رياضي، بل فضاء تربوي ورياضي أسهم في بناء شخصيات ومواهب برزت في مختلف المستويات.
وفي المقابل، يبرز الوافد الجديد الأمل الرياضي الرادسي النسائي، الذي وُلد في مدينة تُعتبر كرة السلة فيها ثقافة راسخة وهوية رياضية متجذّرة، ما يمنحه مقوّمات قوية للتميّز والاستمرارية.
ومع هذه العودة اللافتة، يحدو الأمل عشّاق اللعبة في أن تشهد الفترة القادمة انتعاشاً أوسع بانضمام أندية مكوِّنة أخرى مثل نادي فتيات حمام الأنف، الجمعية النسائية الدالية، الزهراء الرياضية، جمعية شرطة المرور، وجمعية بني خلاد، ولمَ لا ظهور فرق جديدة تُثري المشهد وتدعم مسار تطوير كرة السلة النسائية في تونس.
إن هذا الحراك الإيجابي يعكس بداية وعي متجدّد بأهمية دعم الرياضة النسائية، وخاصة في لعبة لطالما شكّلت واجهة مشرّفة لتونس قارياً ودولياً. فعودة الفرق التاريخية وإطلاق مشاريع جديدة في التكوين يعبّران عن رغبة حقيقية في إعادة بناء القاعدة النسوية للعبة. ويبقى الرهان اليوم على تفعيل رؤية واضحة من قبل الجامعة التونسية لكرة السلة، ترتكز على تشجيع الأندية، وتوفير الدعم المالي واللوجستي، وتوسيع قاعدة الممارسة من المدارس إلى البطولات الوطنية، لضمان استدامة هذا الانتعاش وتحويله إلى نهضة حقيقية لكرة السلة النسائية التونسية.
*ب.ح
التعليقات
علِّق