لماذا يصرّ سعيّد على " إهانة " كبار المسؤولين ؟

لماذا يصرّ سعيّد على " إهانة " كبار المسؤولين ؟

 

يقف رئيس الجمهورية قيس سعيّد في موضع " قوّة " رافعا رأسه وفاردا كتفيه .. ويلقي كلمة صغيرة بالعربية الفصحى .. فينصت إليه الجميع ويطأطئوا رؤوسهم .. يقول ما يريد ولا من مجيب .. يفتح الكتاب والدستور ويتلو القوانين ويشرحهها مثلما يخاطب الأستاذ تلاميذه ...

هكذا ظهر " الرئيس " قيس سعيد يوم أمس خلال استقباله رئيس الحكومة هشام المشيشي ، في مشهد " فلكلوري " تكرّر عديد المرّات مع كبار المسؤولين في الدولة ، كان أوّلها عندما استقبل رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي وأخرج أمامه الدستور ثم بدأ في تلاوة بعض فصوله .. فظهر سعيّد وفق " مخرج " المشهد وهو في موضع قوّة .. فيما أرادوا للبقية أن يظهروا في مظهر ضعف واستسلام .. يسمعون ولا يردّون ... يمأمئون ولا يتكلّمون ...

يوم أمس تعامل سعيّد مع المشيشي بطريقة لا نشاهدها إلا في البلدان التي يحكمها " الدكتاتور " أو تلك التي تنام شعوبها على " رئيس " لتستفيق على " عقيد " أو " عميد " يحكمها بقبضة من حديد ..

" الرئيس " استعمل كعادته مصطلحات فيها إهانة و تجريحا وتهجما على رجالات دولة  قاموا بخدمة  الإدارة التونسية بغض النظر عن طبيعة المرحلة التي تحملوا خلالها المسؤولية والتي تضمنت عددا من السلبيات في أسلوب الحكم ولكن أيضا ايجابيات كثيرة لم ترتق المرحلة الجديدة الي مستوى ارقامها.

ووفق بعض القراءات فقد قصد رئيس الدولة أن يقول كل هذا مشافهة لرئيس الحكومة وأن يُشهد عليه كل التونسيين بما يجعل هشام المشيشي في وضع لا يحسد عليه بالمرّة وبما يضيّق عليه إلى الأقصى هامش المناورة السياسية المتاحة أمامه .

وبناء عليه لم يبقى للمشيشي سوى ثلاث خيارات ، إما التراجع عن التعيينات أو الدخول في صراع مع قصر قرطاج عبر المضي قدما في التعيينات واصدارها في الرائد الرسمي ، وهنا سيجد قوانينه ومشاريعه معطّلة وغير ممضاة من رئيس الجمهورية ،أو الحل الثالث وهو  الإستقالة من منصب رئيس الحكومة ... ..

يذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيد استقبل أمس الإربعاء هشام المشيشي وانتقد للتعيينات الأخيرة التي راجت في رئاسة الحكومة،وقال  أن ''من بين الذين تم تعيينهم مجرمون وبلا ضمير''، قائلا ''هؤلاء ليس لهم اي ضمير، عبثوا بالدولة ويريدون العودة اليوم، ويتسللون باسم الخبرة، ولا خبرة لهم إلا في السطو والسرقة والتحيل.. ليتأكدوا أن العقاب آت".

وأضاف سعيد ''لا وجود لأي شخص فوق القانون.. هناك من يتربص بالدولة للوصول إلى رئاسة الحكومة وأعرفه بالاسم وأعرف ماذا يفعل وكيف يرتب الأمور للمرحلة القادمة". وأردف ''هناك مطلوبون للعدالة.. عشرات المليارات في الخارج، ويتدخلون في تعيين الولاة أو منحهم امتيازات..''.

وختم قائلا ''هناك إجراءات سنضطر اضطرارا لاتخاذها''.

ش.ش

التعليقات

علِّق