إلى السلفيين: تونس ورايتها فوق الجميع

إلى السلفيين: تونس ورايتها فوق الجميع

يبدو أن الوضع في كلية الآداب بمنوبة قد زاد سوء فاليوم اقتحم مجموعة من الطلبة السلفيين ساحة الكلية وقاموا برفع علم الخلافة إلى جانب العلم التونسي وهو عمل يعتبر تجاوز خطير ومستفز للشارع التونسي الذي بذل الدماء من اجل الراية الوطنية سواء في فترة الاستعمار أو حتى في ثورة الحرية والكرامة.هذا العمل اعتبره كثيرون انتهاك للسيادة الوطنية ويعاقب عليه القانون وفق المجلة الجزائية ولكن هذا التصرف يحيل كذلك إلى التطرف الذي بدا يلف المجتمع التونسي بعد الثورة فالتيار السلفي في شقه المتشدد أصبح يهدد السلم والأمن الاجتماعيين. جميع الأفكار تحررت بعد الثورة بما فيها الأفكار المتشددة لكن هذا الانفتاح لا يعني استهداف مقدسات البلاد فهذا أمر يرفضه الجميع من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين دون اختلاف. قضية كلية الآداب منوبة أصبحت تهم الرأي العام بمختلف تياراته إسلاميا كان أو يساريا والراية الوطنية هي راية جامعة لكل التونسيين وإزالتها هو تهديد صارخ للأمن الوطني ويهدد بعقلية خطيرة تقول بان الوطن لا يجمعنا وان الراية الوطنية غير مقدسة. الحكومة الحالية كذلك يجب أن تضطلع بمهامها وان تتصدى لهذا التيار الجارف الذي يهدد الجميع ويهدد مستقبل البلاد والتعايش السلمي بين كل الأفكار يجب إذا تطبيق القانون في هذه الحالة لان التساهل الأمني يزيد من تازيم الأوضاع.فمن غير الممكن أن تتجاهل حكومة الجبالي الأوضاع المأساوية داخل الكلية فالطلبة خسروا هذه السنة بسبب مواضيع هامشية كالنقاب واللحية في حين أن الثورة أتت لأجل الكرامة والحرية والتعليم والعمل والازدهار الثقافي والفكري.الوضع الخطير الحالي يجب أن تتجند له كل الأطراف والابتعاد عن التجاذبات الإيديولوجية والسياسية الضيقة لان تونس ورايتها فوق الجميع فوق اليساري والشيوعي والسلفي والاخواني.هذه المهزلة يجب أن تنتهي اليوم قبل غد وعلى إدارة الكلية أن تكون أكثر تعاونا وان لا تتصلب في أفكارها كي تمر الأزمة كما يجب على أئمة المساجد والفقهاء أن يتحدثوا مع معتنقي التيار السلفي المتشدد ويبينوا لهم خطورة أفعالهم على مستقبل البلاد في المرحلة القادمة وان الشعب لن يصبر عليهم كثيرا وان حريتهم ليست مضمونة بعد ارتكابهم للفعلة الشنيعة الأخيرة المتمثلة في تدنيس الراية الوطنية التي يقدسها الجميع. نرجو فعلا أن لا تستغل هذه الحادثة لأغراض سياسية وحزبية ضيقة لان استغلالها سياسيا هو اهانة ثانية للراية الوطنية التي تحتاج منا الاتحاد لإنقاذها من التدنيس في المرة القادمة. التطرف ليس له مكان في تونس وكما قال السيد عبد الفتاح مورو "أن التشدد زائل لا محالة لان التربة التونسية لا تؤمن إلا بالاعتدال"

باب نات

 

التعليقات

علِّق