هل كانت هذه الوثيقة السودانية سبب هروب الهاشمي الحامدي من برنامج سمير الوافي ؟
هذه الوثيقة التي نشرت أمس عبر بعض مواقع التواصل الإجتماعي تشير إلى حصول الهاشمي الحامدي على مبلغ مليون و100 ألف دولار من قبل بنك سوداني بأمر من السلطة العليا في السودان سنة 2000 . ويقول المتابعون إن هذا المبلغ كان مقابل " الخدمات الجليلة " التي قدّمها لنظام عمر البشير آنذاك . وذهب البعض إلى اعتبار أن الهاشمي الحامدي اغتصب قوت 11 ألف سوداني دفعة واحدة باعتبار أن معدّل دخل الفرد في السودان في تلك الفترة لا يتجاوز 100 دولار في الشهر .
ولا بدّ هنا أيضا أن نذكّر التونسيين بأن قناة المستقلّة كانت في تلك الفترة أخطر من استهلاك الكوكايين بالنسبة إلينا في تونس. وكنّا نشاهدها يوم الأحد خفية وخشية أن تشي بنا جدران منازلنا فنصبح في ورطة مع أجهزة نظام بن علي . وفجأة تغيّر الخطاب وصار بن علي أحسن الرؤساء في العالم وعائلته أحسن عائلة في الكون ... وكل ذلك بفضل المبلغ السمين الذي اتصل به الحامدي من نظام بن علي عن طريق وكالة الإتصال الخارجي ... وبما أن الحامدي من النوع الذي يميح مع الرياح حيث تميح فقد عاد إلى النقد والإنتقاد بأكثر حدّة بمجرد أن انتهى ما حصل عليه فأعيد الإتصال به وحصل على مبلغ آخر جعله يخصّص برامج أخرى لتلميع صورة بن علي ونظامه وقدّ بثّ حصصا خاصة " بالأخلاق الإسلامية " لليلى الطرابلسي التي أظهرها في صورة الناسكة الداعية إلى الخير والصلاح ... ولم تدم صحفة العسل طويلا وعاد الحامدي مرّة ثالثة إلى عادته ... وحصل مرّة ثالثة على مبلغ ثالث وعاد من جديد إلى المديح والتطبيل ...
ولأنه دخل في حملة هستيرية انتخابية مبكّرة من خلال تحركاته الأخيرة يبدو أنه خاف أن تهتزّ صورته بكشف هذه الوثيقة السودانية فاختلق ذلك المشكل مع سمير الوافي وانسحب من البرناج .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق