نادية عكاشة ... " حاكمة قرطاج " الجديدة ؟!

نادية عكاشة ... " حاكمة قرطاج " الجديدة ؟!

 

تطرقت أسبوعية الشارع المغاربي في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 4 أوت 2020 إلى مديرة ديوان رئيس الجمهورية نادية عكاشة  التي  تم تعيينها بتاريخ 28 جانفي 2020 خلفا لطارق الطبيب حيث حام الغموض حول شخصيتها وسط انتشار عديد الأقاويل خاصة في مدى تأثيرها على " الرئيس " وفرض رأيها  في ملفات هامة إلى درجة أن البعض وصفها ب "حاكمة قرطاج الجديدة " .. فمن هي نادية عكاشة الشخصية السياسية الغامضة والمثيرة للجدل ؟

وفق أسبوعية الشارع المغاربي فإن نادية عكاشة تشبه مسيرتها بالجامعة كما في الحياة السياسية ، حيث كان أستاذها رئيس الجمهورية قيس سعيد والثنائي يشترك في التكوين الأكاديمي . ويقول مقربون من سعيد أنه يرى في عكاشة ما يشبه حتى التطابق في المسار المهني مع مساره .

فهو الذي قال ذات مرة أن أطروحته سرقت وأنه حورب من قبل قامات كبرى في القانون الدستوري ... لذلك تكون عكاشة عاشت نفس الوضعية في الجامعة لما سرق جزء من ماجيستيرها ، حسب روايتها ، واتهمت حينها حزب تحيا ومستشارة رئيس البرلمان السابق محمد الناصر .

شكلت تلك الحادثة نقطة التقاء بين عكاشة وسعيد المرشح للرئاسية وقتها والأستاذ " الرافض للظلم " ، ولمثل هذه الممارسات .. ولمن لا يعرف الآنسة عكاشة فقد كانت كسعيد أيضا تجوب المعاهد والجهات منذ سقوط نظام بن علي للمشاركة في عمليات توعوية وتثقيف الشباب للمشاركة في الحياة السياسية ومتطلبات المرحلة الإنتقالية .

كما شاركت في موائد مستديرة وندوات وأنشطة منذ مارس 2011 وشاركت أيضا في ندوة نظمتها حركة نداء تونس بتاريخ 13 ماي 2013 وكانت ضمن كوكبة من أهم أساتذة القانون الدستوري على غرار العميد فرحات الحرشاني حول مشروع قانون يحدد المشهد السياسي وقتها ..

واعتبرت في مداخلة نقلتها وكالة تونس افريقيا للأنباء أن " قانون تحصين الثورة لا يمثل ممارسة قانونية سليمة " وأنه قانون يهدف إلى الإنتقام والإقصاء ..

أسست إذن سنوات ما بعد الثورة والنقاشات التي كانت دستورية بامتياز لدخول عكاشة عالم السياسة من بواية التثقيف السياسي والدستوري ، وللمشاركة كخبيرة وباحثة في عدة ندوات ، وكانت رسالة ماجستيرها حول المحكمة الدستورية وسلطة القاضي الدستوري ومساهماتها في العمل التشريعي منطلقا لمزيد فرض نفسها في المشهد .

ومن المفارقات أنالحوار اليتيم لنادية عكاشة الذي يمكن العثور عليه اليوم كان بتاريخ 26 جويلية 2017 في برنامج يوم سعيد على الإذاعة الوطنية مرفوقة بعدنان بن يوسف ،  ثنائي غير معروف أصبح بعد سنتين من أبرز الفاعلين في اقصبة وقرطاج ، عكاشة بصفتها مديرة ديوان رئيس الجمهورية والثاني بصفته الوزير المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة إلياس الفخفاخ .

ووفق أسبوعية الشارع المغاربي فينظر جل الفاعلين في المشهد لدور نادية عكاشة في " القصر " بتوجّس وريبة ، فالقادمة إلى دائرة القرار بلا هوية سياسية معروفة ومحسوبة على اليساريين ومعارضي النهضة والإسلام السياسي ... واليوم لا حديث إلا عن تضاعف دورها في المشهد السياسي لاسيما بعد اختيار هشام المشيشي لتشكيل الحكومة المحسوب عليها والتي تقول الكواليس أنهما أصيلا نفس الجهة " الزهراء " وأنها كانت وراء تعيينه مستشارا مكلفا بالشؤون القانونية في الرئاسة ثم وزيرا للداخلية فمكلفا بتشكيل الحكومة .

يقول عدد من المقربين من أستاذة القانون الدستوري أنه أكثر من ذلك تقول الكواليس أن عكاشة أصبحت تتدخل في 3 وزارات بشكل أو بآخر ، الداخلية والدفاع والخارجية .. وأن أزمة كبيرة كادت أن تحدث بعد أن تدخلت في مسألة تهم وزارة الداخلية واتصلت بشكل مباشر برئيس الحكومة إلياس الفخفاخ .. وكان التدخل وقتها يهدف لمناصرة هشام المشيشي الرافض لبعض التعيينات التي شهدتها الوزارة ، الأمر كاد أن يصل إلى تصادم لولا تدخل رئيس الجمهورية رأسا ..وتقول المعطيات أيضا أن لعكاشة دورا في إقالة وزير الخارجية نور الدين الري ، وسبق أن اتهمها بشكل ضمني المستشار السابق محمد الحامدي بالوقوف وراء خروجه من القصر الرئاسي ..

في المقابل تنفي مصادر أخرى ، منها مستشار سابق في القصر الرئاسي أن تكون نادية عكاشة الحاكمة الفعلية لقصر قرطاج ، وأن يكون رئيس الجمهورية قيس سعيد واقعا تحت سلكتها أو أنها صاحبة الأمر والنهي في المؤسسة ، مبرزة أنه من الصعب أن يقبل قيس سعيد أي سلطة عليه معتبرة أن عكاشة تمثل صوت الرئيس وتوجهاته...

المصدر الشارع المغاربي

التعليقات

علِّق