من يريد ان يحول التلفزة الوطنية الى وليمة يقتسمها الذئاب ؟
قيل كثيرا عن محاولات التركيع والضغوطات التي تتعرض لها التلفزة الوطنية بصفة يومية من قبل عديد التيارات السياسية . لكن لا أحد سمى الأشياء بمسمياتها أو كشف هوية الأطراف التي تريد تحويل المؤسسة العمومية الى بوق للدعاية السياسية لحزبه . سهام الانتقادات وجهت لحركة النهضة بدرجة أولى ثم الترويكا الحاكمة ، لكن الأخبار التي تأتينا من داخل أروقة البناية تؤكد أن القائمة طويلة وتحيلنا الى ضرورة اشعال نواقيس الخطر في ظل ما يتعرض له الاداريون و الاعلامييون بالمؤسسة من مضايقات وهرسلة يومية وتهديدات من قبل بعض الشخصيات السياسية التي تتشدق أمام الشعب بالحريات وغيرها من الشعارات الزائفة.
التلفزة الوطنية تتعرض اليوم الى هجمات منظمة -وفق روايات عدد من العاملين فيها -، فلا يكاد يمر يوم دون أن يتعرض أحد الاعلاميين الى التهديد من قبل سياسي أو حقوقي أو جامعي أو محامي وغيرهم من نجوم الورق الذين يظهرون في البلاتوات . وقد سبق أن حذرنا على أعمدة الحصري في مقال سابق من محاولات تحويل المؤسسة الى بوق سياسي كما طالبنا القيادات السياسية للاحزاب بالكف عن توجيه التهم والتهديدات تجاه صحفيي التلفزة الوطنية لكن دون جدوى . ويبدو أنهم يريدون جرنا الى مستوى خطابهم السياسي اوتهريج البعض منهم في أروقة المجلس التأسيسي . فجريدة المغرب التي طالما تغنى مؤسسها عمر صحابو بالحريات وتضامنه مع الصحفيين رفض نشر رد وتوضيح من مؤسسة التلفزة الوطنية حول احد الأخبار الخاطئة التي وردت في اليومية . بل اكتفى بمجرد تعليق على الخبر رغم ان الاعراف والقوانين الصحفية تضمن حق الرد . في نفس اليوم تهجم ايمن الزواغي - لمن لا يعرفه هو نائب بالمجلس التأسيسي خرج سابقا في احد البرامج السياسية على التلفزة الوطنية للحديث عن الطعام واللوبية بالكاربوناتو - هذا النائب الذي مازال الشعب لم يحفظ اسمه والذي فشل في اجتياز امتحان الماجستير في القانون الدستوري ، تهجم على المنشطة كريمة الوسلاتي بالتلفزة ثم هددها بمقاضاتها عدليا لانها لم تخصص لرئيسه المباشر الهاشمي الحامدي حيزا زمنيا كافيا لالقاء أطروحاته السياسية عبر هاتف المؤسسة العمومية . وبين هذه الحادثة وتلك يتهجم يوميا عشرات السياسيين على الاداريين والاعلاميين بالتلفزة ضاربين بالآداب والأخلاقيات عرض الحائط . لقد كشفت تلك التجاوزات ان التلفزة الوطنية يريدون تحويلها الى وليمة يقتسمها الذئاب ... هذا وسنعود لنكشف عن اسماءهم خلال المقالات القادمة اذا واصلوا شطحاتهم في الكواليس واذا لم يتوبوا الى رشدهم ..
التعليقات
علِّق