من تعاسة " أولاد مفيدة " إلى دمار " حكايات تونسية " : ماذا يريد سامي الفهري بالضبط ؟

لم نكد نتنفّس ولم نجد حتى الوقت الكافي لنقول إننا ارتحنا من كارثة اسمها مسلسل " أولاد مفيدة " حتى دمغنا سامي الفهري بسلسلة أخرى لا تقلّ بؤسا ودمارا عن سابقتها اسمها " حكايات تونسية ". وبكل صدق وأمام حجم الدمار الأزرق الذي رأيناه في 3 حلقات فحسب من " حكايات الفهري " فإن " أولاد مفيدة " أرحم ألف مرّة من هذا الذي يزعم أصحابه وأولهم سامي الفهري أو كبير المفكّرين في القناة أنه المجتمع التونسي الذي نعيش فيه ويكاد الفهري يقنعنا بأننا غرباء عنه ولا نعرف عمّا يدور فيه شيئا ... لقد قلنا ألف مرّة ومرّة أخرى زائدة إننا لا ننكر أنه يوجد في مجتمعنا الكثير من المظاهر السلبية ومنها بالخصوص تفشّي آفة المخدرات في أوساط الشباب وخاصة في أوساط التلاميذ وأيضا العنف اللفظي والمادي والجريمة والإنحراف وغيرها من المظاهر التي فرضت علينا فرضا ولها أسباب عديدة يطول شرحها لكن كل هذه المظاهر مجتمعة لا ترقى بمجتمعنا إلى الصورة التي أراد أصحاب هذا العمل إظهارها وإيصالها إلى الرأي العام في تونس و خارج تونس . وبمعنى آخر لا أحد ينكر سلبيات مجتمعنا التي تتفاقم عاما بعد عام لكن لا أحد غير أصحاب هذا العمل يرى أن ما يقدّمونه هو الصورة الحقيقية للمجتمع . فما يقدّمونه مبالغة مقصودة أو غير مقصودة لما يحدث في المجتمع . وبكل صدق أصبحنا نميل إلى فرضية أنه لا يوجد قطّ يصطاد لله وفي سبيل الله أي أن أصحاب هذا العمل عموما وسامي الفهري بالخصوص لا يفعلون ما يفعلون هكذا دون أن تكون لهم غايات ومن ورائها منافع . أما الغايات فليست خافية وقد بدأت مع بن علي الذي اختار طوعا أو مجاملة لجهات أجنبية أن يضرب مجتمع بلاده في الصميم : الأخلاق والتعليم . وهاهو سامي الفهري ومنذ السنوات العشر الأخيرة التي التحق فيها بميدان الإعلام يساهم " بكل جهده " في تنفيذ المشروع الذي تركه بن علي ومن معه غير مكتمل .
ومنذ عشر سنوات و" سي سامي " لا يترك فرصة كي يزيد جرعة التهديم ربما بدعوى التفتّح أو الإنفتاح أو أشياء أخرى لا يراها سواه . ولعلّ الغريب في الأمر أن هذا الدمار الأخلاقي الذي يمارسه الفهري ضد المجتمع يمرّ في صمت رهيب ومريب . فلا " الهايكا " التي من مشمولاتها أن تنبّه ثم تتخّذ الإجراءات اللازمة باعتبار أن ما يقدّمه الفهري في قناته عموما بما في ذلك برنامج " لا باس " لا يدخل في إطار حرّية الرأي أو التعبير حتى لا يقال إننا ندعو إلى " الصنصرة " ولا مجلس نواب الشعب الذي ربما نسي أنه ينوب الشعب ولا ينوب سامي الفهري ... ولا النيابة العمومية التي أقامت الدنيا ولم تقعدها عندما نشرت صحيفة " التونسية " صورة جريئة لصديقة اللاعب سامي خضيرة بالصفحة الأولى وغضّت الطرف عن عشرات الصور الجارحة الذابحة القارحة الناطحة الفاضحة التي تدخل إلى بيوتنا غصبا عنّا وعن جدّ أهالينا كل يوم .
ومن الطبيعي جدا أن يتمادى الجماعة في نهجهم في ظل هذا الصمت الرهيب . ومن فضلكم لا تقولوا إن بيننا وبين هذه القناة " فلسة " وإننا لسنا مجبرين على متابعة ما تبثّ . فتبرير التفاهات التي تقدّم بهذا المنطقة غير منطقي بالمرّة لأن ما تقدمه هذه القناة يهمنا جميعا نحن التونسيين لأن سمعة بلادنا في الميزان . ثم إن القنوات الخاصة التونسية ليس لها الحق في أن تفعل ما تريد وأن تقدّم ما تريد . فقد أمضى أصحاب هذه القنوات على كراس شروط نعرف أن من جملة ما فيه أن تلتزم هذه القنوات بحدود دنيا من الأخلاقيات في العمل ومنها عدم بثّ ما يسيء إلى المجتمع . ومن هذا المنطلق نسأل هل أن سامي الفهري أساء إلى المجتمع أم بالعكس " فرح بيه " ؟.
جمال المالكي
التعليق على سامي الفاسد
Soumis par بيكا (non vérifié) le 3 أفريل, 2019 - 17:01