ملاحظات حول جلسة الإستماع الأولى لضحايا التعذيب والإنتهاكات

ملاحظات حول جلسة الإستماع الأولى لضحايا التعذيب والإنتهاكات

 


انتهت منتصف ليلة أمس الخميس أولى جلسات الاستماع العلنية لضحايا الانتهاكات والتعذيب التي وقعت في الفترة المتراوحة بين فجر الاستقلال وسنة 2013 تحت اشراف هيئة الحقيقة والكرامة . وقد حضرت الجلسة الاولى التي تم نقلها على المباشر في فضائيات مختلفة عديد الوجوه السياسية على غرار زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي وحمة الهمامي زعيم الجبهة الشعبية وكمال مرجان رئيس حزب المبادرة وعدد من اعضاء الحكومة الحالية .
و بعد الاستماع إلى سبع شهادات تعلقت بمواضيع شهداء الثورة والاختفاء القسري زمن بن علي، بالإضافة إلى شهادتي كل من الباحث سامي براهم والكاتب جلبارنقاش تركت الجلسة الاولى عديد الانطباعات خاصة على مستوى الشكل .
ويرى كثيرون أن هيئة الحقيقة والكرامة قدّمت صورة سيئة عن هذا الحدث الكبير الذي ظلّ ينتظره الكثير من التونسيين للاستماع الى الشهادات ، فمن حيث الشكل لا يعقل ان تتولى سهام بن سدرين إدارة الحوار وتنشيط السهرة على طريقتها الخاصة التي لم تكن جيدة .
الاشكال الثاني تمثل في الانقطاع المتكرر للصوت والصورة والبثّ المباشر وهو ما أزعج المشاهدين وأدخلهم في الرتابة والملل ، مما يطرح تساؤلات عن سبب احتكار هيئة الحقيقة والكرامة للبث وعدم التفويت فيها للتلفزة الوطنية المؤهلة للقيام بجميع الترتيبات اللازمة لمثل هذه المواعيد .
البعض الاخر يتساءل عن المقياس الذي اعتمدته الهيئة في اختيار الشهادات الاولى ، خاصة بعد موجة الانتقادات والتشكيك التي طالتها من بعض الوجوه اليسارية والقومية التي ترى أنه وقع تهميشها ، كما طرح غياب الرئاسات الثلاث نقطة استفهام بعد أن تخلّفوا عن فرصة تاريخية للحضور عن هذا الموعد الهام مع التاريخ .
ولئن كان غياب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي منطقيا باعتبار انتمائه للمنظومة السابقة في عهد الرئيس الاسبق الحبيب بورقيبة ، الا ان غياب رئيس الحكومة يوسف الشاهد ومحمد الناصر رئيس مجلس النواب لم يكن مبررا لانها من الوجوه الجديدة ولا علاقة لهما بأية انتهاكات سابقة لا من قريب او من بعيد .
ومن المنتظر ان تتواصل جلسة ثانية الليلة بصفة علنية فيما ستكون بقية الجلسات بصورة سرّية .

التعليقات

علِّق