كما هو معلوم  تم منذ قليل رفع الجلسة العامة بمجلس نواب الشعب المخصصة لمناقشة مشروع لائحة تتعلّق بمطالبة الدولة الفرنسيّة بالاعتذار للشعب التونسي عن جرائمها في حقبة الاستعمار .

وشهدت الجلسة غياب رئيس البرلمان راشد الغنوشي وكتلة حركة النهضة ، وسط حالة من الارتباك داخل مجلس النواب ، مما اضطر سميرة الشواشي النائبة الأولى لرئيس البرلمان إلى رفع الجلسة بداعي التشاور مع رئاسةالجمهورية حول دستورية وصلاحيات البرلمان في هذا الملف .

ويبدو وفق آخر التسريبات في كواليس البرلمان أن رئيس فرنسا إيمانوال ماكرون طلب الرئيس قيس سعيد عرقلة وتعطيل تمريع اللائحة ، حفاظا على متانة  العلاقات التونسية -الفرنسية وذلك خلال الاتصال الهاتفي الذي جمعهما منذ أيام .

وعلمنا أن سعيّد اتصل بدوره بالغنوشي زعيم حركة النهضة وطلب منه عدم تمرير المشروع وهو ما جعل الغنوشي يغيب عن الجلسة في صباح اليوم ويحيل مهامه غلى نائبيه سميرة الشواشي وطارق الفتيتي .

يذكر أن اللائحة تم تقديمها من كتلة " ائتلاف الكرامة " التي تصرّ على أن تطلب فرنسا الإعتذار رسميا للشعب التونسي على جرائمها خلال فترة الإستعمار ، على غرار اعتذارها للشعب الجزائري بعد استعمار دام 132 عاما واعتذرها لعديد الدول الإفريقية الأخرى .