مؤسف ومحزن : هكذا يروّج البعض لمخططات الإرهابيين بكل غباء وعدم مسؤولية

للأسف الشديد لم يعد الإرهاب في تونس في حاجة إلى الإعلان عن نفسه بعد أن وجد من يروّج له ولمخططاته بكل غباء وقلة وعي ومسؤولية . فالإرهاب مثلما يعرف ليس مجرّد هجمات وعمليات قتل هنا أو هناك بل هو " تكتيك " ومخططات يهدف بعضها إلى تضخيم الصورة من أجل تحقيق هدف أساسي في " حربه المعلنة " وهو ترهيب الناس وجعلهم يعيشون تحت هاجس الرعب والخوف أبد الدهر. وعندما يتم تصوير أحد الضحايا وتنزيل الشريط المصوّر على مواقع التواصل الإجتماعي فإن له غاية لا يستطيع أن يدركها بوسائله المحدودة . لذلك يعوّل على غباء البعض منّا وتهافت البعض الآخر على ما يسمّى " السبق الإعلامي " أو نسب المشاهدة فيتمّ تناقل الشريط من موقع إلى موقع ومن شخص إلى أشخاص فإذا الشريط يصل إلى ملايين من البشر دون أن يبذل الإرهابيون أي جهد لإيصاله ... والبركة طبعا في هؤلاء الذين يقعون في الفخّ ويحققون ما يريد الإرهاب ويعجز عن تحقيقه .
وإضافة إلى هذا الخطأ الجسيم الذي وقع فيه مئات الآلاف من البشر نعتقد أنه يجب على الإعلاميين على الأقل أن يتفطّنوا إلى هذه الناحية وإلى أن الإرهاب لا يرغب منّا إلا أن نساعده في نشر ما يريد على أوسع نطاق ممكن . وعلى هذا الأساس يجب أن نمتنع عن أي شيء يمكن أن يخدم الإرهاب بقطع النظر عمّا يمكن أن تجلب لنا هذه التصرّفات من مشاكل لسنا في حاجة إليها بأي شكل من الأشكال .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق