لماذا يخشون قيس سعيد ؟

لماذا يخشون قيس سعيد ؟


بقلم الأستاذ بولبابه سالم
السيستام مرعوب منذ صعود الأستاذ قيس سعيد و يعيش حالة من الهلع لأنه لم يتوقع هذا الحدث المفاجئ ،، هذا المرشح المستقل أسقط كل الحسابات و قلب الساعة الرملية و فاجأ الماكينات الحزبية التقليدية .
كان قيس سعيد رجل القانون المحترم فحولته ماكينة الدعاية السوداء الى محافظ و سلفي و متشدد لانه رفع شعار تطبيق القانون و الانحياز الى طلبات الشباب التواق الى الكرامة و فتح أبواب الأمل بعد ياسه من الطبقة السياسية التقليدية .
الشعب يريد ،، شعار رفعه قيس سعيد و عاد به الى روح ثورة 17 ديسمبر ،، الشعب يريد التغيير ، و التغيير يقتضي حكومة قوية تحارب الفساد في القصبة و رئيس نظيف اليد في قرطاج ،، رئيس يقطع مع السيستام الذي تمثله شبكة المصالح و الصفقات و اللوبيات المتحكمة في مفاصل الاقتصاد الوطني .
يخشون قيس سعيد لأنه سيكون سدا منيعا امام المحسوبية و المحاباة .
يخشون قيس سعيد لأنه لن يمنع العطايا و الجوائز للمتملقين و الانتهازيين .
يخشون قيس سعيد لانهم تعودوا التمعش من صناديق الدعم و لهف أموال المجموعة الوطنية دون محاسبة .
من نكد الزمان ان يصور بعض ادعياء الحداثة المرشح نبيل القروي فارسا للتقدمية و الوسطية و اعادة لعبة انتخابات 2014 و استقطاباتها المقيتة (حداثي / محافظ ) . انهم يعلنون افلاسهم الفكري و اندثار رصيدهم لأن الشعب لم تعد تنطلي عليه هذه المعارك العبثية .
في النهاية ، هم لا يخشون قيس سعيد و لكنهم  يخشون تطبيق القانون لأنهم غارقون في الفساد .
السيستام يعيش لحظاته الأخيرة و لم يعد قادرا على المقاومة ،، سنراهم متمنّعين عن مسايرة حركة التاريخ و أشواق الشعب لكنهم سيلتحقون بمركب الثورة و سيكتشفون بعد حين أنهم اضاعوا وقتا ثمينا من أجل تونس جديدة جديرة بالعالم المعاصر و قيمه الحداثية الحقيقية في المعرفة و القوة و الحرية .
كاتب و محلل سياسي

التعليقات

علِّق