قمّة التجنّي والعار : " نقابيّون " يتباهون بإلحاق الضرر بملايين من التلاميذ والعائلات ؟؟؟

قمّة التجنّي والعار :   " نقابيّون "  يتباهون بإلحاق الضرر بملايين من التلاميذ والعائلات ؟؟؟

منذ يوم الاثنين الماضي شاهد الناس ظاهرة غريبة يبدو أنها لا تحدث إلا في تونس " العجيبة". فقد عمّت الحركة في عدد من المدارس الابتدائية التي أعادت فيها الإدارة أعداد التلاميذ وكل ما يتعلّق بامتحاناتهم ومعدّلاتهم ... بينها خيّم " صمت القبور " على مدارس أخرى قصدها أولياء في نفس اليوم فعادوا خائبين إذ أعلمهم المديرون بأنه ليس عندهم للأسف الشديد لا أعداد ولا هم يحزنون.

وبالرغم من أن المسألة باتت تؤرّق  ملايين من الشعب التونسي وتنغّص على أبنائهم فرحة التمتّع بعطلة الصيف فإننا نجد بعض " النقابيين " الذين يتبجّحون بحجب الأعداد ويفاخرون بأنهم " انتصروا " على الوزارة ... وقال بعضهم يوم الاثنين في تصريح إذاعي بدا فيه فرحا منشرحا مسرورا : " لقد بلغت نسبة حجب الأعداد 90 بالمائة على الأقل "؟؟؟.

ومن جانبه أكد  يوم  أمس الثلاثاء  الكاتب العام لجامعة التعليم الأساسي   نبيل الهواشي أن قرار حجب أعداد الثلاثيات الثلاث متواصل وأن التصعيد وارد.

واعتبر  الهواشي أن  البيان الذي أصدرته الوزارة  " يدل على نجاح قرار الحجب الذي تجاوز 70% " و " أن وزارة التربية فشلت في تطويق الأزمة التي تسببت في اندلاعها وتتسبّب إلى الآن في استفحالها بدلا من العمل على تطويقها ".

وفي ظل كل ما يحدث من تلاعب بمشاعر أولياء التلاميذ والتلاميذ أنفسهم لاحظنا " استقالة " الاتحاد العام التونسي للشغل وخاصة أمينه العام وعدم التدخّل في هذا الموضوع الحسّاس الذي يمسّ الكثير من التونسيين في الصميم.

ومثلما قلنا سابقا فإننا نعيد مرّة أخرى القول إننا نساند مطالب رجال التعليم ونسائه لكن بشرط أن تكون المطالب معقولة ومنطقية وبشرط ألّا يتّخذ المربّون تلاميذ التونسيين رهينة لديهم يستعملونهم في " حربهم " مع وزارة التربية مهما كانت " عدالة " تلك الحرب بالنسبة إليهم.

ويبدو أن رجال التعليم ونسائه لم يراعوا للأسف الشديد الجانب الإنساني في المسألة فتلاعبوا بالتلاميذ مثلما أرادوا  مبيّنين بالمناسبة أنهم يفضّلون مصالحهم على كافة مصالح الدنيا. فقد كان على هؤلاء المربّين أن يخوضوا " حربهم " ضد الوزارة بطرق أخرى لا تجعل من التلاميذ رهائن ومن أوليائهم ضحايا ... ولا نعتقد أن الطرق والوسائل " النضاليّة " تعوزهم لو كانوا بالفعل جادّين عندما قال ممثلوهم في أكثر من مرّة إنهم حريصون " أكثر منّا جميعا " على مصالح التلاميذ. وها إننا نرى اليوم بكل وضوح هذا الحرص الشديد ونرى النتائج الكارثية التي أدّى إليها في النهاية.

إن العمل النقابي ( وهنا أفتح قوسا لأقطع الطريق أمام الوعّاظ النقابيين فأقول لهم إني متجذّر في العمل النقابي من قبل أن يولد أغلبهم ... فلا فائدة أصلا من إعطاء الدروس ) له شروط وضوابط ... وقد كنّا نتفهّم مطالب رجال التعليم وغيرهم من النقابيين لو أنهم ابتعدوا بها عن توظيف التلاميذ واستعمالهم " سلاحا " في خصومتهم مع الوزارة لكن أن ينحرف العمل النقابي بهذا الشكل فإنه لم يعد عملا نقابيّا بل تعنّتا و " تبوريب "  على الشعب وعلى الدولة ومؤسساتها وعلى  الاتحاد نفسه الذي يبدو أن بعض نقاباته أقوى من أمينه العام ومن مكتبه التنفيذي بدليل أن كل ما تقرّره تلك النقابات يتم تنفيذه ولا أحد من قيادة الاتحاد يقدر على الخروج عن صمته ليقول كفى تلاعبا بمصير التلاميذ وكفى استهتارا وخدمة للمصالح الضيقة تحت غطاء العمل النقابي.

تبقى ملاحظة أخيرة في هذا المجال وهي أن حجب أعداد التلاميذ بدعة نقابية تونسية  بحتة أراهن الجميع أن يجدوا مثلها في أي بلد في كافة أنحاء العالم.

جمال المالكي    

التعليقات

علِّق