لغز أم ضحك على الذقون : ما معنى " إيقاف أشغال ملعب المنزه بسبب اختلاف في وجهات النظر " ؟؟؟

لغز أم ضحك على الذقون : ما معنى " إيقاف أشغال ملعب المنزه  بسبب اختلاف في وجهات النظر " ؟؟؟

تناولت وسائل إعلام عديدة ( إضافة ) إلى وسائل التواصل الاجتماعي خبرا جافّا لا يفيد في الحقيقة شيئا إذ جاء فيه حرفيّا : " إيقاف أشغال إعادة تهيئة ملعب المنزه بسبب اختلاف في وجهات النظر".

وفي الحقيقة حاولت منذ أن قرأت الخبر مثلكم أن أفهم ما معنى " اختلاف في وجهات النظر" ؟؟؟. فحسب علمي وما أعرفه من بعض المعلومات عن الصفقات كيف تتم وما هي مهام كل طرف فيها فإنه لا توجد  وجهات نظر أصلا حتى يقع الاختلاف حولها. وهذا يعني أن هناك كراس شروط وكراس مواصفات فنيّة وتفاصيل مدققة حول التنفيذ ومدته وكيفية تسديد المبالغ المستحقّة لجهة التنفيذ ... ومن يراقب ومن يصادق في النهاية على أن التنفيذ تم حسب ما هو مرسوم ومحدد... إلى غير ذلك من المواصفات ( الفنيّة والإدارية والتعاقدية ) التي من المفروض أن يكون المقاول ( جهة التنفيذ ) والدولة ( ممثلة في وزارة الشباب وعدد من المصالح الأخرى كمكتب الدراسات ومكتب المراقبة والبلدية ...وغيرها ) صاحبة المشروع على علم بها قبل الشروع في وضع " ياجورة " واحدة في مكان العمل.

ومعنى هذا أيضا أن كافة الأطراف تكون قبل انطلاق الأشغال على علم بكافة التفاصيل من أولها إلى آخرها. بحيث يصبح بعد ذلك على كل طرف أن يلتزم بما عليه فقط وألّا يتدخّل في عمل الجهات الأخرى إلا إذا جدّ طارئ يستوجب التدخّل للإعلام أوّلا ثم للتشاور ثانيا وربّما إحداث بعض التغييرات ثالثا لكن بالتوافق بين كافة الأطراف.

أما القول إن توقّف الأشغال كان بسبب " اختلاف في وجهات النظر " فلا أعتقد أن المسألة تتعلّق بموضوع فلسفي يتناول سدّ المسعدي مثلا حتى تختلف فيه وموله الآراء ووجهات النظر. الأمور واضحة إذن بين ما يجب أن يكون وما هو موجود. أما ما يجب أن يكون فقد وضّحته على النحو السابق ... وأما ما هو موجود فهو على ما يبدو إخفاء للحقيقة بالإدعاء بأن توقف الأشغال كان بسبب اختلاف في وجهات النظر.

وعلى هذا الأساس نريد أن نعرف الحقيقة لا غير. لماذا توقفت الأشغال التي انتظرها التونسيون سنوات طويلة إلى درجة أن تكاليفها قفزت من حوالي 17 مليون دينار إلى أكثر من 100 مليون دينار ... ولا فائدة في الإصرار على هذا التبرير الذي لا يصدّقه رضيع عمره يومان؟؟؟.

نريد ان نعرف الحقيقة بعيد عن المغالطات واللغة الخشبية التي لا تنفع أحدا. فما يتم  إخفاؤه اليوم سيصبح غدا أمرا مكشوفا للجميع . لذلك من الأفضل أن نعرف الحقيقة من مصادرها .

جمال المالكي

التعليقات

علِّق