أيوب الحفناوي يعود إلى تونس : فرحة أفسدتها الفوضى العارمة في المطار ؟

أيوب  الحفناوي  يعود إلى تونس : فرحة أفسدتها الفوضى العارمة في المطار ؟

عاد صباح اليوم بطلنا العالمي أحمد أيوب الحفناوي محمّلا بالفضة والذهب وحاملا على كتفيه ( مبدئيّا ) فرحة شعب كامل متعطّش للفرحة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها هذه الأيام.

وفي الوقت الذي كنّا ننتظر فيه استقبالا يليق بمقام الأبطال وتنظيما يليق بسمعة بلد يقول البعض إن له 3000 سنة حضارة يبدو أنه لا نصيب لنا من الفرحة المكتملة إذ غالبا ما يأتي ما ينغّصها. فقد توافد على مطار تونس قرطاج الدولي عدد كبير من ممثّلي وسائل الإعلام من صحافيين ومصوّرين وتقنيين إلى جانب عدد هام جدا من  المواطنين الذي حلموا برؤية البطل وهو ينزل بأرض الوطن غانما مظفّرا.

وفي ظل كل هذا يكون من المفروض ( مبدئيا ومنطقيا ) أن تكون العملية محكمة التنظيم ومدروسة من كافة جوانبها حتى تسير الأمور على أحين ما يرام وحتى يكون الاستقبال في مستوى المقام. لكن بمجرّد إطلالة الحفناوي من خلال القاعة الشرفية حتّى هرع نحوه " العالم كلّه " بالرغم من أن المنظّمين حاولوا أن تكون الأمر أفضل من ذلك بكثير. وكان من الطبيعي جدّا أن تختلط الأمور فلا مجال لأن يسمع أحد  أحدا آخر ولا مجال لأي تصريح ... وغير ذلك من الأمور المنتظرة من بطل عاد للتوّ إلى بلاده.

وقد حاولت الجهة المنظّمة مرة أخرى أن تعيد الأمور إلى نصابها فأعلمت الحاضرين بأن الحفناوي العائد من رحلة دامت حوالي 20 ساعة متعب ومجهد في الوقت الحالي وإنه سيقول كلمة مقتضبة في انتظار أن يتم تنظيم ندوة صحفية رسمية ( غدا الاربعاء على ما يبدو) ليجيب عن كافة أسئلة الصحافة واستفساراتها بكل صدر رحب.

ومرّة أخرى كسرر بعض المصوّرين " قاعدة " التنظيم وهرعوا نحوه بدعوى الحصول على السبق الصحفي ...فتبعهم آخرون نحو الصف الأّول فعمّت الفوضى وتجمهر حوله عدد مهول من الناس ... بينما ذهب آخرون إلى الوزير وطوّقوه وآخرون نحو والد الحفناوي وأمطروه أسئلة ... فلم يعد الواحد في تلك اللحظات يفرّق من يقوم بالاستجوابات ومن يقوم بالتصوير ومن هو في وضع المستجوب ( مع فتحة على حرف الواو ) ...

وأمام هذه الفوضى التي يبدو أننا أصبحنا " زعماء " فيها منذ 2011 غادر الحفناوي على أمل أن يجد في الندوة الصحفية غدا و بعد غد أناسا متحضّرين يشبهون على الأقل ولو من بعيد أولئك الذين كان بين ظهرانيهم وفاز في بلادهم بالفضة والذهب وعاد بتلك المعادن النفيسة إلى تونس.

ويبقى السؤال المهم في ظل كل ما  حدث ( وهو ليس جديدا ) وهو : لماذا عندما يسافر البعض إلى بلاد الغرب أو حتى إلى البعض من بلاد العرب يلتزم التزاما  صارما بما يوجد في تلك البلدان من قوانين ونواميس وأعراف ويترك كل هذا جانبا حين يعود إلى تونس لينخرط  في موجة الفوضى العارمة؟.

جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق