في حلقة البارحة من برنامج " كلام الناس " تعلّمنا الكثير من الحكم  والنظريات الجديدة التي لم ترد لا في كتب التاريخ ولا رواها لنا أساتذتنا الأجلاء الذين كانوا على درجات كبيرة من العلوم والمعارف . فقد أتانا " عظيم العظماء " المدعو " كافون " وقال في سياق الحديث عن شكل الأرض الكروي : " سامحني هاذي  من وقت قريش يعرفوها ... فمّة  سورة في القرآن تقول وإذا الأرض كوّرت ...  وفي  قرايتهم كانوا  يقولوا وإذا الأرض كوّرت " ...  فضحك الجماعة كلّهم  وصفّقوا  للعظيم وقالوا له " برافو... برافو " ... !!!.
وبالرغم من أن كلام  " السيّد " يدلّ على جهل مدقع وأن أبسط الأمور أن يكون بعض الحاضرين على الأقل على دراية بأن ما قاله عين الجهل وأنه لا وجود لمقولة " وإذا الأرض كوّرت "  لأن الصحيح هو ما ورد في القرآن الكريم " وإذا الشمس كوّرت " فإنه لا أحد من هؤلاء تفطّن وأصلح  هذا الخور الذي يبدو أنه انتشر بصفة مهولة إلى درجة أننا بتنا نشعر بأنه مبرمج ومقصود . وبقطع النظر عن هذا فهل يمكن لهذا المخلوق أن يقول " في قرايتهم " وتمرّ هكذا مرور الكرام على جماعة من المفروض أن فيهم من   يحتكم على الحد الأدنى من المعرفة على غرار السيد شكيب الدرويش ؟.
إن ما يحصل في البعض من قنواتنا مؤسف ومخجل ويدلّ على فراغ معرفي رهيب وعلى فقر فكري لا مثيل له . ولا ندري ماذا سيحصل لهذه البلاد لو أن الأمور تواصلت على هذا القدر من الضحالة  حتى لا أقول كلمة أخرى مشتقّة ممّن أصواتهم أنكر الأصوات .
جمال المالكي