خلال العرس الكروي الذي احتضنه يوم أمس الاربعاء ملعب المرحوم نجيب الخطاب بتطاوين بمناسبة الدور ربع النهائي لكأس تونس بين اتحاد تطاوين والنادي البنزرتي ، عزفت بعض الجماهير المحليّة " النشاز " عبر رفعها لافتة جهوية خطيرة ومرفوضة .
ورغم الروح الرياضية العالية التي دارت فيها المباراة بين المسؤولين واللاعبين ، خاصة وأن أبناء تطاوين حققوا انجازا يحسب لهم بتأهلهم لهذا الدور المتقدم في كأس تونس ، إلا ان فئة من الجماهير استفزت ابناء عاصمة الجلاء من خلال رفع لافتة تحمل شتائم وإهانات وعبارات جهوية لأهالي بنزرت  .
وقد لاقت اللافتة استهجان الشارع الرياضي في تونس ، وهي لا تمثّل أهالي تطاوين وابناء الجنوب المعروفين بكرم الضيافة وبأخلاقهم العالية ونبذهم للعنف والجهويات .
وفضلا عن ذلك كلّه فإن التاريخ دوّن صمود أهالي بنزرت ضدّ الاستعمار الفرنسي وصولاتهم وجولاتهم في معركة الجلاء التي قدموا فيها التضحيات ومئات الشهداء من الرجال والنساء في سبيل كنس الاستعمار الفرنسي من بلادنا نهائيا ، ومن غير المعقول مكافأتهم بالجحود والنكران والإهانات وتزييف التاريخ .
وأمام خطورة تلك اللافتة " الملعونة " لا بد للسلطات أن تفتح تحقيقا عاجلا في الحادثة ومعاقبة كل من ساهم في إعدادها وإدخالها للملعب ونفث " سموم " الجهويات " في وقت تحتاج فيه تونس الى التهدئة والوحدة ، لا إلى التفرقة والجهوية .