في خطاب رئيس الجمهورية : تناقضات ولغة خشبية...

في خطاب رئيس الجمهورية : تناقضات ولغة خشبية...

بقلم : رؤوف بن رجب
رئيس الجمهورية قيس سعيد يتناقض مع نفسه فهو يقول إن الدول الشقيقة والصديقة تداعت لمساعدة تونس دون أن يطلب منها ذلك ثم في نفس الجملة يقول إن ما قام به لن تكفي سجلات العالم بتدوينه. فأما أن تتداعى الدول لمساعدة تونس في محنتها فليس له فيه يد أو ساق فإخواننا وأصدقاؤنا قدموا الدعم للشعب التونسي ولتونس التي ارتبطت بلدانهم بها بعلاقات قوية منذ زمن بعيد حين كان سعيد معيدا مجهولا في مدارج كليات الحقوق فملك "المغرب الأقصى" كما قال وهو ما يعد خطأ دبلوماسيا فادحا فإن جده المغفور له محمد الخامس حمل بورقيبة نعشه على كتفه لما انتقل إلى جوار ربه وهو ما لا ينساه إخواننا المغاربة على مدى الأجيال أما موريتانيا فقد قدمت ما أمكن لأنها تقوم بذلك عرفانا بجميل تونس عليها إذ ان بلادنا كانت إلى جانبها ودعمتها للحصول على استقلالها في وقت كان فيه هذا الدعم نفيسا وعلى ذلك فقس. هل تعلمون أصدقائي أن لتفيا Lettonie  قدمت بعض الآلاف من جرعات اللقاح لتونس لأنها لما كانت ضمن الاتحاد السوفيتي كانت لنا علاقة متينة بها في المجال الرياضي حيث كانت النخبة التونسية في الرياضات الفردية تقوم بتربصات في ريغا عاصمة هذا البلد الصغير الموجود على ضفاف بحر البلطيق والذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة فللمعلومية بورقيبة رغم رفضه للشيوعية ربط علاقة متينة بالاتحاد السوفييتي حتى أن بودغورني رئيس مجلس السوفيات الأعلى لما زار تونس بعد ليبيا قال لبورقيبة قولته الشهيرة "البلد الثري ليس ما كنت أعتقد" أي أن تونس رغم أنها لم تكن لها ثورات طبيعية فهي اكثر تقدما من جارها الجنوبي.
حيث ان سعيد يتناقض مع نفسه فإنه يرغب في ان يركز الإعلام على ما يقوم به حتى أنه بدا غاضبا لأن شريط الأنباء تحدث عن اضاحي العيد قبل ام يذكر ما قام به من اتصالات هاتفية مع بعض القادة ليشكرهم على ما قدموه وليتبادل معهم التهامي بمناسبة العيد والحقيقة ان هذه المكالمات على أهميتها بالنسبة إليه فليس فيها ما يسترعي الاهتمام خاصة وأن صياغتها ركيكة لا تتعدى الشكر والمديح والتقدير على الدعم المقدم لمعاضدة جهود تونس في مقاومة الجائحة وعلى اية حال فإن ما تنشره رئاسة الجمهورية على صفحتها لا يرتقي إلى الأخبار التي يمكن تداولها لأن الصياغة تعيدنا إلى وقت نعتقد أنه ولى وذهب وإن مواصلة وكالة الأنباء في نشر هذه الأخبار "بحشيشها وريشها" هو تعد على الإعلام المهني فإنه م الضروري إعادة الصياغة ليكون الخبر كما تقدمه الوكالة مقتضبا ومتكاملا أو عدم النشر إذا لم يكن من حاجة في ذلك من اصله كما تقتضي نواميس العمل الصحفي. إن الوكالة ما زالت تركز على الشخص لا على الخبر ويجب تغيير الوجهة فالشخص لا يهم مهما كانت مسؤولياته ونشاطاته لا تعني شيئا إذا لم يكن فيها ما يستحق أن يكون خبرا يقع تداوله والامر يعني رئيس الجمهورية كما يعني رئيس الحكومة وبقية كبار المسؤولين فما توفره مصالح الاعلام في كل المؤسسات هو مادة خام يجب إعادة صياغتها بالإضافة أو النقصان وحتى بعدم الاكتراث وما دمنا لم نقم بذلك فإن وضع الإعلام في بلادنا لن يتحسن وسنبقى نلوك نفس العلكة. 

التعليقات

علِّق