في حملة غير بريئة ... ماذا يريدون من حمّة الهمامي ؟
يجمع التونسيين على أن حمّة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية والزعيم التاريخي لحزب العمال الشيوعي في تسميته القديمة يعتبر من أهم المناضلين ضد دكتاتورية بن علي ومن ابرز المناصرين لقضايا الحريات في تونس ، سواء قبل أو بعد الثورة رفقه زوجته المناضلة والمناهضة للتعذيب راضية النصراوي .
ولهذا كلّه ظلّ الهمامي يحضى باحترام السواد الأعظم من الشعب التونسي من مختلف الاطياف السياسية والتوجهات الايديولوجية ، وحتى وسائل الاعلام المحلية والاجنبية بقيت تتعامل مع " حمّة" بقدر كبير من الاحترام ، الى حدود الحوار الاخير لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي والذي هاجم فيه حمة الهمامي الى درجة وصفه " بالفاسق " .
ومنذ الحوار ، انقلب كل شيئ ، و صارت اغلب وسائل الاعلام وخاصة منها الجرائد " النوفمبرية " المعروفة تهاجم بصفة يومية حمة الهمامي وتنعته بالدكتاتور والفوضوي ، وقد تصل الحملة -وهذا ليس مستبعدا -الى حد اتهامه بالفساد او بمحاولة الانقلاب طالما تقودها نفس الدمى المتحركة التي كان يستعملها المخلوع . كما طالت الحملة اليسار التونسي ، وانتشرت الدعوات بضرورة مراجعة افكاره ، رغم أن هذه المسائل هي داخلية وتهمّ مناضلي وقواعد اليسار التونسي وليس من مشمولات لا الاعلام النوفمبري ولا غيره .
وتطرح هذه التصرفات عديد التساؤلات في الوسط السياسي ، فهل اصبح احترام المناضلين في تونس رهين رضاء " رئيس الجمهورية " وحزب نداء تونس ؟؟ ومالذي فعله حمة الهمامي ليتعرض لكل هذه الهجمات والانتقادات اللاذعة في هذا التوقيت بالذات ؟؟ وماذا يريدون من اليسار في تونس ؟ وأليس من قيم الديمقراطية ان تتكرّس التعددية السياسية ؟؟
التعليقات
علِّق