في العنف الرياضي.. وعنف الرياضة

بقلم : شكري بن عيسى
لنبحث في الاسباب الحقيقية للعنف الرياضي لتحقيق المعالجة الفعالة العميقة.. التي لا توجد فقط في التعصب والانتماء الجهوي.. هو (اي العنف الرياضي) بالاساس تمظهر لغياب الديمقراطية الرياضية (انصار غير ممثلين في ادارة النوادي..) وغياب العدالة الرياضية (من حيث الفجوة في الميزانيات والتعامل بين الجمعيات والتحكيم.. ) وايضا غياب الشفافية الرياضية في مصادر تمويل الجمعيات وقواعد التصرف.. ولكن ايضا تمظهر لابعاد اعمق منها الاجتماعي والاخلاقي والثقافي والسياسي..
الاجتماعي في خصوص استمرار اوضاع البطالة والتهميش والمخدرات.. والنزعة الاجرامية والعنفية المتولدة عنها..
الاخلاقي الثقافي في خصوص ضرب المنظومة الاخلاقية-الثقافية القيمية على امتداد حكم المخلوع.. وتواصل حالة الفراغ والاغتراب القيمي الفضيع لدى الشباب..
وكذلك في خصوص عدم استيعاب الشباب بعد الثورة في الاطر الحزبية والمدنية وتفعيل دوره وتفجير طاقاته واستثمار قدراته وتشريكه في ادارة وحكم البلاد.. وهو الضعف الابرز على صعيد المحور السياسي..
كل ذلك لا يمكن بحال ان يحجب وجود توظيف سياسوي واضح لخلق حالة احتقان ضد الحكومة لابراز عجزها عبر ارباك الاستقرار الامني..
ان اخطر شيء في وطن هو افتقاد الانسان وخاصة الشباب للأمل.. الذي هو وظيفة السياسي والنخب والاعلام..
ان اليأس والاحباط والاحساس بالغبن والتهميش هو احساس فضيع ان تواصل يقود في اكثر الحالات الى الجريمة.. التي يتحمل اسبابها ليس 'المجرم' فقط وانما السياسي في الحكم المقصّر في مسؤوليته.. والنخب المستقيلة ومثلها النخب التي تزرع الاحباط والسوداوية.. واخطر من ذلك الاعلام والافكار السياسية التي توظّف القصور الحكومي والاحباط الشبابي لتحقيق المكاسب الضيقة الانتهازية.
التعليقات
علِّق