في إطار نشر الرداءة : كريم الغربي يهين المرأة علنا و " الهايكا " لا ترى إلا أشياء أخرى ؟

في إطار نشر الرداءة : كريم الغربي يهين المرأة علنا و " الهايكا "  لا ترى إلا أشياء أخرى ؟

في برنامج " ملّا توانسة " انطلق  " المنشط " الدخيل عل  الميدان كريم الغربي بإهانة معلنة ووقحة للمرأة العربية ( وطبعا المرأة التونسية ) من خلال إلقاء سؤال وقح وبليد وهو : إذا أتيحت لك فرصة لقضاء " ويكاند " مع امرأة عربية مشهورة فمن ستختار؟.

هذا السؤال يعكس في الحقيقة أمرين لا ثالث لهما :

1 - فراغ فكري رهيب لفريق الإعداد ومقدّم البرنامج وسطحيّة  في التفكير نابعة عن فكر سخيف لا ينظر إلى المرأة إلا على أساس أنها سلعة تباع وتعرض وتشترى وإلّا ما معنى وما المقصود من " قضاء ويكاند مع ....." ؟؟؟.

2 - إصرار عجيب من هذه القناة ( وغيرها طبعا ) على بث كل ما ينتمي إلى فصيلة الرداءة حتى باتت لي قناعة ( في الحقيقة ليست وليدة اليوم ) بأن هذه القناة وما شاكلها لم توجد إلا لتدمير ما تبقّى من قيم ومبادئ في هذا المجتمع.

ولعلّ الغريب في الحكاية أيضا أن لا أحد من " ضيوفه " اعترض على شكل السؤال الذي كان على الغربي أن  يلقيه بهذه الطريقة لو أن نيّته كانت صافية : لو أتيحت لك الفرصة للقاء امرأة عربية مشهورة ( في أي ميدان كان ) فمن تختار. وربّما لا غرابة في عدم اعتراضهم لأن  البعض منهم   مستواه التعليمي  لا يمكن أن يتجاوز " باك - 15 ".

تبقى مسألة أخرى على غاية من الأهميّة حتى لا أطيل عليكم وتتعلّق بالهيئة العليا  المستقلّة للإعلام  السمعي البصري ( هايكا ) . فهذه الهيئة لا نرى لها أي فعل خارج دائرة معيّنة اختارتها لنفسها  إضافة إلى أنها خرجت منذ مدّة عن إطار الشرعيّة وما زال أعضاؤها  يتمتّعون بامتيازات كبرى من المال العام دون أن يقوموا بشيء يذكر لفائدة الصالح العام ... وهذا موضوع آخر مهم جدا سوف أعود إليه في مناسبة أخرى.

ولا شك أن القاصي والداني يلاحظان بالعين المجرّدة كيف استبيح مجال الصحافة من كافة الغرباء والدخلاء وكل من هبّ ودبّ على هذه الأرض . ومع ذلك لم نسمع لهذه الهيئة ربع موقف واحد في هذا الموضوع المؤسف . ولم نرها يوما تقول إنها ستعل على التصدّي لهذا النزيف المخيف.

وأما عن موجة الرداءة السائدة ( ليست قناة الحوار التونسي وحدها في الزعامة ) فحدّث ولا حرج . فهذه الهيئة لا ترى ولا تسمع ولا تتكلّم بالرغم من أن كل شيء واضح ولا يحتاج إلى أي دليل. ولا شكّ أن دائرة الرداءة تزداد اتساعا يوما بعد يوم  " بفضل " هذا الزحف الرهيب من قبل الطفيليّين  على الإعلام ... وبفضل السكوت الرهيب لنقابة الصحافيين و " الهايكا " .

جمال المالكي

التعليقات

علِّق