عودة النشاط الاقتصادي في قطر قد ينقذ الجالية التونسية من العجز المالي

عودة النشاط الاقتصادي في قطر قد ينقذ الجالية التونسية من العجز المالي

الدوحة : علاء جابلي
أبدى يامن، وهو طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، استعداده الكامل لتخلي عن مصروفه اليومي والبحث عن عمل ليساعد والده في تخطي ازمة انتشار فيروس كورونا والتي أثرت بشكل كبير على الوضعية الاقتصادية للعديد من عائلات الجالية التونسية في الدوحة.
وقال هادي، والد يامن، وهو تونسي مقيم في الدوحة منذ عام 2000، أنه يعيش ضائقة مالية غير مسبوقة، بسبب توقف النشاط الاقتصادي بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة القطرية للحد من انتشار فيروس كورونا. ويعمل هادي كمدرس لذوي الاحتياجات الخاصة في إحدى الجمعيات الخاصة، وكان قد تنقل خلال سنواته العشرين في "الغربة" كما وصفها، بين أكثر من مركز وجمعية خيرية تهتم بالإحاطة بذوي الإعاقة الذهنية. لكن قبل شهرين، وصلته رسالة نصية تفيد بإيقافه مؤقتا عن العمل وإغلاق الجمعية التي يعمل فيها إلى غاية إشعار آخر.
ومثل هادي ينتظر حوالي 30 ألف من أبناء الجالية التونسية في الدوحة بترقب الوضع العام في البلاد، حيث مثل إعلان وزارة التجارة والصناعة بإعادة فتح محلات الصرافة بالإضافة لعودة الحركة الجوية وفتح جزء من المنطقة الصناعية، بوادر إيجابية تشير، حسب قول الهادي، إلى تحسن الوضعية العامة في البلاد والاقتراب من عودة النشاط الاقتصادي بشكل تدريجي. إلا أنه في ذات الوقت عبر عن مخاوفه من ألا تشمل هذه القرارات المجال الذي يعمل فيه، لما يمثله فيروس كورونا من مخاطر على ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقد أشار هادي إلى أنه يحصل حاليا على نصف راتب شهري، مضيفا إلى أن مدير الجمعية التي يعمل فيها أكد لجميع الموظفين أنه سيواصل دفع نصف الراتب حتى في حالة عدم مزاولتهم لأعمالهم، وذلك بسبب حصول الجمعية على دعم حكومي قدمته الحكومة القطرية للعديد من المؤسسات والشركات الصغرى والمتوسطة، وقال هادي أن هذا يبعث بنوع من الطمأنينة لديه، حيث أكد أن عددا من أصدقائه ومعارفه من التونسيين فقدوا وظائفهم وأصبحوا غير قادرين على إعالة عائلاتهم.
وعند سؤاله عن رأيه فيما يتداوله مدونون عن انخفاض الطلب على رحلات الاجلاء من الدوحة إلى تونس، قال هادي أن وضعية كل عائلة تونسية في الدوحة تختلف عن الأخرى، مشيرا إلى أن أبناء الكثير من العائلات التونسية يدرسون في المدارس القطرية وهم مجبرون على البقاء حتى يتمكن أبنائهم من الحصول على شهادة الثانوية العامة (البكالوريا) بحكم اختلاف المنهاج الدراسي القطري عن التونسي. كما أشار أيضا إلى أن عدد من التونسيين لا يريدون العودة إلى تونس بسبب الوضعية الاقتصادية الصعبة وعدم توفر الوظائف وارتفاع نسب البطالة هناك.
ويتابع هادي باهتمام شديد آخر الأخبار التي تأتي من الوطن حول انتشار الفيروس، وقد عبر عن سعادته البالغة بعد عدم تسجيل تونس لأي حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال يومين على التوالي، مشيرا إلى أنه رغم ضعف البنية التحتية في المجال الصحي في تونس إلا أن استراتيجية الحكومة الصارمة آتت أكلها لحد الآن، وقد عبر أنه فخور بما تمكنت تونس من تحقيقه في تعاملها مع هذه الجائحة العالمية بإمكانيات متواضعة، مذكرا بما عاشته دول مثل إيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة من انهيار لنظام الصحي وشلل اقتصادي كامل.
وقال هادي أنه عاصر تفشي العديد من الفيروسات في العالم مثل السارس وانفلونزا الطيور والخنازير، وقد حملت العديد منها تداعيات اقتصادية، إلا أن ما يعيشه العالم مع تفشي فيروس كورونا يمثل حدثا غير مسبوق وأزمة لم يكن العالم على استعداد لها. ورغم ذلك عبر هادي عن أن هذا الفيروس هو اختبار من الله تعالى لقدرة تحمل البشر والعباد، متفائلا بأن العالم سيتعافى وسيعود أفضل من قبل.

التعليقات

علِّق