عندما يبلغ الجهل منتهاه : أستاذة " قارية ومتعلّة " تروّج أن هذه الوثيقة تونسيّة ؟؟؟
في كثير من الأحيان نحاول أن نبحث عن أي عذر لأي شخص يرتكب حماقة ما خاصة إذا علمنا أنه جاهل وأمّي ولا يملك خبرة في الحياة. لكن ماذا نقول عن شخص متعلّم ومثقّف ( مبدئيا على الأقل ) ... وأكثر من هذا يعمل في قطاع التدريس منذ أكثر من 25 عاما على الأقل؟؟؟.
هذه الوثيقة التي ترون تقوم الآن بجولة على " فايسبوك " بتحريض من صاحبتها على أساس أنها وثيقة تونسية وأن وزارة التربية باتت تريد أن تعرف ما هي العائلات الغنيّة والعائلات المتوسّطة والعائلات الفقيرة في تونس لتتصرف مع أبنائها بمنطق " أخزر للوجوه وفرّق اللحم " حسب الرسالة التي أرادت الأستاذة إيصالها للناس.
وعندما قلت في العنوان " عندما يبلغ الجهل منتهاه " فإني أعني أن الجاهل ليس بالضرورة من لم يدخل المدرسة للتعلّم بل قد يكون أحيانا حائزا على أعلى شهادة دكتوراه في العالم يمكن أن نتخيّلها . ويبدو أن هذه الأستاذة لم تر من الورقة المعنيّة إلا كلمة " بومرداس " فسارعت دون أي تثبّت إلى نشرها واضعة عليها تعبيرا يدلّ على دهشتها وغضبها الشديدين إذ قالت " Je suis sidérée, tristement révoltant " ... ويبدو كذلك أنها لم تدرس يوما في كتب الجغرافيا أو التاريخ أن هناك " بومرداس " أيضا في الجزائر... ثم لماذا تتعب نفسها أصلا في البحث عن بومرداس الجزائر؟؟؟ لماذا لم تنظر ربع لحظة إلى أعلى الورقة لتجد أن أول عبارة بدأت بها هي : الجمهورية الجزائرية الشعبية الديمقراطية ؟؟؟.
إنه الجهل ولا شيء غير الجهل ... والجهل لا يختلف كثيرا عن ظلم ذوي القربى الأشدّ مضاضة من وقع الحسام المهنّد ... فإن يأتي ظلم البلاد من ابنها الجاهل فلا عجب من ذلك ولا غرو ... أما أن يظلم البلاد نخبتها ( وأحيانا يصحّ أن نقول نكبتها ) فهذا الدمار بعينه ... وهذا هو الجهل عندما يبلغ منتهاه.
ج - م
التعليقات
علِّق