يُبرز الباروميتر الشهري لمنصة "أوركسترا" الترفيهية، المُعد لصالح مجلة " L’Écho Touristique"، اتجاهات مبيعات الرحلات لأكثر 20 وجهة سياحية شهيرة. وتُظهر بيانات شهر أوت 2025 استمرار الاتجاه التنازلي في الأداء، في قطلاح السياحة العالمية وذالك امتدادًا للأشهر السابقة تراجع عام في المبيعات انخفضت مبيعات الرحلات، سواء عبر وكالات السفر التقليدية أو الإلكترونية، بنسبة 5.5% مقارنة بشهر أوت 2024، بعد تراجع بنسبة 8% في جويلية الماضي، مما يعكس ضعفًا عامًا في نموذج السياحة التقليدية.

وسجلت الوجهات الخمس الأولى من حيث الحجوزات، انخفاضًا في حجم الأعمال مقارنة بالعام الماضي: تونس: -10.8٪ فرنسا (المتروبوليتان): -7.7٪ إسبانيا: -6.8٪ اليونان: -4.6٪ المغرب: -1.8٪ كما سجلت تونس انخفاضًا في متوسط الإنفاق لكل سائح بنسبة 1.3٪ خلال نفس الفترة إستثناءات إيجابية رغم هذا الاتجاه العام السلبي، تمكنت بعض الوجهات من تحقيق نتائج إيجابية، أبرزها مصر التي حققت أداءً مذهلًا بزيادة قدرها 26٪، مما دفعها إلى المركز السادس بين الوجهات الأكثر طلبًا في شهر أوت 2025.

ويُعزى ذلك جزئيًا إلى انخفاض متوسط تكلفة الرحلة والإقامة والزيارات ،ما جعلها أكثر جاذبية. كذلك، سجلت إيطاليا نموًا ملحوظًا بنسبة +9٪، مما جعلها تحتل المركز السابع في التصنيف. نهاية نموذج السياحة التقليدية؟ تؤكد هذه النتائج ما كان متوقعًا منذ سنوات: نموذج السياحة التقليدية يلفظ أنفاسه الأخيرة. فمنذ جائحة كوفيد-19، وظهور نماذج الإقامة البديلة، أصبح نموذج (رحلة طيران + فندق + تنقل + جولات) أقل جاذبية.

الأسواق التي تعتمد على هذا النموذج – مثل تونس – تتأثر بشكل كبير، حتى كبار السن، الذين كانوا يعتمدون على الرحلات المنظمة، أصبحوا يفضلون اليوم المغامرات الفردية أو مع العائلة الصغيرة. قطاع بحاجة إلى إعادة ابتكار التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، وصعود المنصات البديلة، كلها عوامل أجبرت القطاع على التغيير. ومع ذلك، تأخرت الصناعة في مواكبة هذا التطور.

مصدر قلق إضافي هو زوال فكرة المواسم السياحية التقليدية. فالسائح المعاصر يسافر خارج الإطار الموسمي، مما يفرض على الوجهات الصيفية أن تقدم عروضًا متنوعة تتجاوز الشمس والبحر.

إيناس