سؤال الى رئيس الحكومة : أيهما أهمّ ..دماء التونسيين أم كرسي وزير النقل؟
يتواصل مسلسل حوادث وسائل النقل العمومي من حافلات وقطارات في الأسابيع الأخيرة بشكل غير مسبوق، مما خلّف العشرات من القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء وسط كلّ هذه المآسي المتكرّرة بين تونس وبوعرادة وقفصة وغيرها من بؤر سلسلة الأحداث المتواترة والتي صارت تتصدّر واجهة الأخبار في بلادنا .
اخر الحوادث المريعة ما جدّ صباح اليوم بمنطقة جبل الرصاص بمرناق من ولاية بن عروس، حيث توفيّت تلميذة تبلغ من العمر 17 سنة وجرح اكثر من 45 تلميذا اثر إنزلاق حافلة تابعة لشركة نقل تونس وهي خاصة بنقل التلاميذ بين منطقة مرغنة في اتجاه المدرسة الاعدادية بمرناق على مستوى التقاطع المحاذي لمعمل الاسمنت بمنطقة جبل الرصاص مما ادى الى اصدامها بسور لإحدى الضيعات الكائنة في المنطقة .
ورغم تكرّر حوادث النقل العمومي بشكل شبه أسبوعي، الا أن أصحاب القرار في وزارة النقل وعلى رأسهم الوزير أنيس غديرة ظلّوا يكررون نفس الاسطوانات القديمة ولازموا أماكنهم عدا بعض الزيارات الروتينية للمصابين والتي يستوجبها البروتوكول مع تكرار التصريحات الكلاسيكية على شاكلة "سنحاسب المسؤولين وسنفتح تحقيقا" وغيرها من العبارات التي حفظها التونسيون عن ظهر قلب .
الوزير المذكور أقال وغيّر العديد من المديرين من مناصبهم كلما حصلت فضيحة، لكن دار لقمان ظلّت على حالها، وتواصل في أثناء ذلك سقوط أرواح الأبرياء في حوادث القطارات والحافلات دون أن يتحمل أنيس غديرة المسؤولية ولو - سياسيا "- أو على الأقل أخلاقيا بأن يستقيل حفظا لماء الوجه ويترك مكانه للأجدر .
في عهد غديرة، جدّت عشرات الكوارث بين حوادث السكك الحديدية أو حافلات النقل العمومي ولازالت نتائج التحقيقات فيها غامضة، وقد صار البعض يتساءل هل ينتظر غديرة وقوع حمام دم للاستقالة من منصبه ؟؟ أم أن كرسي الوزارة أهم وأشد وطأة من دماء التونسيين؟..سؤال حارق ومزدوج بات يتكرّر مع كلّ نبأ مماثل نستقبله..فلا الوزير اكتسب الشجاعة الكافية لاعلان قرار مشابه..ولا رئيس الحكومة الذي كان "شاهدا" على سلسلة المآسي تدخّل لانهاء مثل هذه الشطحات..
شكري الشيحي
التعليقات
علِّق