رسالة مواطن عادي إلى قيس سعيّد : ما هكذا تكون الدبلوماسية الاقتصادية يا سيادة الرئيس !!

 رسالة مواطن عادي إلى قيس سعيّد  : ما هكذا تكون الدبلوماسية الاقتصادية يا سيادة الرئيس !!

بعد اللقاء الصحفي الذي أجراه توفيق مجيّد مع الرئيس قيس سعيّد لفائدة قناة " فرانس 24 " كتب أحد التونسيين هذه الرسالة " البسيطة " الموجهة إلى رئيس البلاد فقال :

 

 نحن مواطنين بسطاء  عندما  نقابل  الأجنبي و " البراني " فيسألنا عن  حال تونس ومشاكل حكامها والطبقة السياسية.. والصراعات الدائرة فيها  لا يمكن أن نذكر  بلادنا بسوء  بل إننا  نستر ما ستر الله ونقول لهم  إن ذلك أمر عادي يحدث  في الديمقراطيات الجديدة وهو مرحلة انتقالية وسوف تمرّ وإن " جوّنا  باهي " وعن  قريب يتعود العجلة لتدور  من جديد وإن لنا أناسا  تبارك الله عليهم في تونس ... وإن الأزمة مؤقتة  لأن  تونس برجالها...

عندما نقابل  الأجنبي  ومهما كان همّنا  فإننا " لا نعطي  بلادنا  " بل نحاول أن نقدم  صورة إيجابية عنها .

وللأسف الشديد فإن الرئيس في حواره اليوم  على قناة " فرانس 24  " لم يقل  ولو  كلمة إيجابية  عن  تونس . ولم يتوجه  بأية رسالة إيجابية عن  بلادنا أورسالة للمستثمرين كي   يقبلوا على الاستثمار في بلادنا ...  ولم يتوجه  أيضا  برسالة أمل  أو يقدم  فكرة جديدة أو مقترح برنامج  يمكن أن  تسير عليه تونس للإصلاح والإنقاذ والبناء ...

حوار كامل  مضى في  الحديث عن  اللصوص والجراد وقصور العدالة التي سكنت فيها السياسة ..واستعمل  الرئيس أكثر من مرة عبارة نحن في تونس تعساء !!!  وأكثر  من هذا   قد قال  لتوفيق المجيد  : في تونس لا يوجد مناخ مناسب للاستثمار...  وهذا ليس له أي معنى  سوى الإحباط و التنفير من الاستثمار في تونس ... وقد كان  واضحا أن توفيق المجيد  كان قلقا  من الأجوبة  فقال له :  سيادة الرئيس  سوف أسالك  ليس بصفتي  كصحفي لكن كمواطن تونسي  متى سنرى أن  المشاكل السياسية  في تونس قد انتهت وأن هناك تحركات لحلحلة المشاكل في البلاد  ؟. فإذا بالرئيس  يتجاهل السؤال ويمرّ دون أن يقدّم  أية إجابة واضحة ...

يا  سيادة الرئيس  نحن مثلما قلنا  مواطنين بسطاء  ونتصرّف مثلما أسلفنا مع كل مواطن أجنبي عن بلادنا ولا نذكرها بأي سوء ... ونقسم أيضا بأنه ليس لدينا  حتى ربع مشكل  معك  بل نتمنى  لك  كل  التوفيق  لأننا نؤمن بأن كل فشل لك أو  لأي مسؤول  في  الدولة هو فشل لتونس  كلها وأن كل  نجاح  هو نجاح لتونس كلها .. . لكن يا سيادة الرئيس  يجب أن تدرك أن  المسؤول الأول في الدولة  عندما يسافر إلى الخارج فإن مهمته تقتضي أن  ينوّر تونس حتى لو كانت  أتعس بلاد في العالم وأن يحكي عن  إيجابياتها وأن يروّج لها ولاقتصادها وشبابها وأن يحاول  أن ينتزع فرصا  للبلاد  ... أما الهموم  والغم فنتركها  لبعضنا  وبين بعضنا البعض والمشاكل نحاول حلّها  مع  بعضنا....

يا سيادة الرئيس إن مهمة الرجل الأول في الدولة هي خلق الأمل وصناعة الحلول وإعطاء شحنة ثقة للشعب  كي  يتحرك لتجاوز الصعوبات  وليست  تذكير الشعب  في كل مرة في التعاسة  التي يعيشها ... يا سيادة الرئيس هداك  الله  إننا نعرف أنك نظيف وصادق وهذا أمر  ثابت عندنا  لكنك  اليوم على رأس الدولة ويجب أن  يكون  لديك  سلوك رجل دولة  يحمل  برنامج واقعه  وقادر على إيجاد الحلول وعنده  نظرة للمستقبل ويحيط نفسه  بكفاءات  تساعده على تنفيذ ابرامج الإيجابية لتونس...

يا سيادة الرئيس  نرجو أن تراجع امورك بشكل جذري  لأن  مخاطبة عواطف الناس  لا تدوم لأن العبرة  في نهاية الطريق  لا تكون إلا  بالنتائج الملموسة ....

التعليقات

علِّق