رسالة إلى نور الدين الطبوبي : هناك عشرات من النقابيين الفاسدين وهذه فرصتك إذا أردت أن تدخل التاريخ

رسالة إلى نور الدين الطبوبي : هناك عشرات  من النقابيين الفاسدين  وهذه فرصتك إذا أردت أن تدخل التاريخ

قبل أن أدخل إلى صلب الموضوع يجب على الجميع أن يعلموا بأني نقابي قديم وأن الاتحاد العام التونسي للشغل جزء من كياني ومن تاريخي وأنا أفرّق بين الاتحاد كقلعة نضال عريقة لا يمكن لأي طرف أن يشكك فيها وبين بعض النقابيين الذين استغلوا انتسابهم إلى الاتحاد لقضاء مآرب أخرى وهم ضاربون أيضا في القدم ... من عهد بورقيبة إلى عهد بن علي إلى هذا العهد الذي نعيش.

أقول هذا لقطع الطريق منذ البداية على كل من يفكّر في توظيف هذا المقال للإدّعاء بأني أهاجم الاتحاد وألتقي بالتالي مع بعض الأحزاب أو الأشخاص الذين لهم حسابات خاصة مع الاتحاد يحرصون على تصفيتها خاصة في هذه الفترة لأسباب لا تخفى على أحد .

أما جوهر الموضوع فهو " الفساد داخل الاتحاد ". ففي هذا الباب نعلم  جميعا أن قيادة الاتحاد قررت مؤخرا إيقاف نشاط الكاتب العام للاتحاد الجهوي بتطاوين بعد أن تورّط على ما يبدو في عمليات ابتزاز ورشوة وفساد . وقد أتي برنامج " الحقائق الأربع " أيضا على جزء من شبهة فساد " بطلها " عضو بالاتحاد الجهوي بزغوان ولا نعرف ماذا قررت القيادة النقابية في شأنه .

ودون لفّ أو دوران نقول منذ البداية إن قرار الاتحاد غير كاف أو إن التعامل الإعلامي بشأنه لم يشف الغليل على الأقل. فإيقاف الشخص المذكور عن النشاط وعن الانتماء إلى الاتحاد غير كاف لأنه كان على الاتحاد أن يعلمنا بأنه قرّر إحالة ملفّه على القضاء الذي يقرر في ما بعد إن كان مذنبا أو بريئا وإن كانت كل المؤشرات تفيد بأنه مورّط في تلك الأمور التي تم ذكرها  وربما ما خفي كان أعظم . وليعلم الأمين العام للاتحاد وكل من يقفون معه بأن آلافا مؤلفة من الناس في هذه البلاد تتمنّى أن  يكون العقاب أكبر بكثير من مجرّد الإيقاف عن النشاط.

ودون لفّ أو دوران أيضا أقول للأمين العام إن الفساد في الاتحاد ( بصفة نسبية طبعا ولا أقصد أبدا كافة قيادات الاتحاد ) ليس وليد اليوم . فهو موجود  خاصة منذ عهد " الشرفاء " وعهد " البطل " عبد السلام جراد ... وخاصة بعد الثورة حيث أصبحت الأمور علنا في بعض الأحيان بعد أن كانت في السرّ والخفاء. ولعلّه لا يخفى على الأمين العام أن الكثير من النقابيين باتوا منذ الثورة من " الوجهاء " ونحن نعلم أن أحسنهم لم يكن يملك ثمن سيجارة من نوع " كريستال ". ونحن نعلم أيضا أن الأمين العام ربما يعلم بأن بعض النقابيين وبعض النقابات باتت تحكم بأحكامها ليس في الدفاع عن الأجراء لأن ذلك دورها الطبيعي بل في خدمة "  أمورها الشخصية " في نفس المنهج الذي سار عليه الكاتب العام للاتحاد الجهوي بتطاوين .

ولعلّ ما يثير الاستياء لأكثر من 10 سنوات على الأقل أن كل شيء كان واضحا وأن القيادة النقابية كانت لا ترى ولا تسمع ولا تتكلّم . وهذا ما شجّع الكثير من هؤلاء النقابيين ( وفي الحقيقة هم نقابيون مزيّفون ) على التمادي لأنهم باتوا يشعرون ( مثلهم مثل الطيف الأعظم من مسؤولي هذه البلاد ) بأنهم فوق المساءلة والعقوبات.

وحتّى لا أطيل الحديث وربّما أجلب الملل للقارئ أقول فقط إن الوقت حان لتطهير الاتحاد من " جراثيم " أضرّت بسمعته وأساءت إليه وجعلت الكثير من أفراد هذا الشعب يكفرون بمنظمة حشّاد وينساقون وراء أي طرف يشتمها أو يتطاول عليها . لقد آن الأوان بالفعل للضرب بقوّة على أيدي العابثين بسمعة الاتحاد وهم  بالعشرات إن لم نقل بالمئات ولا أعتقد أن السيد نور الدين الطبوبي سينكر أن عددهم يفوق العشرات أو المئات إلا إذا كان مصرّا مثل البعض على أن المسألة " معيز ولو طاروا " . ومثلما قلت في البداية فإن الاتحاد بالنسبة لي ولغيري تاريخ ومقام عال وماض وحاضر ومستقبل لا نسمح لأي شخص أو حزب أو جهة أن تحاول المساس به . وبما أنه أمانة في رقاب القيادة النقابية الحالية فإن الفرصة تتاح اليوم لهذا القيادة لتقوم بحملة تطهير  كبرى لإقصاء الفاسدين عسى أن يعيد ذلك الأمور إلى نصابها ويعيد للاتحاد دوره الحقيقي ويجعله يصمد أكثر فأكثر أمام حملات الإستهداف والتشويه التي نعلم جميعا أصحابها وغايات أصحابها وما يريدون .

جمال المالكي

 

 

التعليقات

علِّق