حين تنطق الشهوات : "أعتقني"

حين تنطق الشهوات : "أعتقني"

بقلم أكرم معتوق

"أعتقني": هكذا صرخت حناجر تنطق عن شهوات الناطقين ، هي الشهوات المحمومة التي جعلها هؤلاء آلهتهم التي يعبدون .كيف لا وقد قلبوها على وجوهها كلها فقتلوها طلبا وكجهنم يقولون هل من مزيد.  حُقَّ للشهوات أن تقول لمرتاديها أعتقوني فقد أفنى الجسد الجسد وغابت الروح  فإلى متى الشُّهيوَةُ الجامحة والإنسانُ تلفحه حمى الشهوات فلا يستطيع فكاكا إلى أن صرخت الشهوة ذاتها فقالت "أعتقني".

وبعيدا عن ثنائية الجسد والروح التي لم يرَ منها هؤلاء غيرَ الأوَّل، بعيدا عنها تجثمت على المشهد مخاوف أخرى مبعثها الهيمنة الخارجية التي لم تترك كبيرة ولا صغيرة إلا أحصتها فهذا مدخلٌ آخرُ يراه بعض الناس جديدا ولكنَّ مهاده مبثوث في المشهد الثقافي منذ تقمَّصت نُخَيبةٌ ممن ارتادوا مقاعد الجامعة دون أن يتعلَّموا دورَ المجدد في وجه يخاطب كالإشهار غرائز الإنسان فأطلقوا للذة عنانها وجعلوها الأنا فاستبدلوا بالكوجيتو الديكارتي كوجيتو آخر يقوم على اللذة سبيلا للوجود، وهم إنما ينطقون عن الهوى تنطقهم غرائزهم وجوارحهم لكنهم أنطقوها قبل أن تُسْتنطق لتشهد عليهم بما كانوا يفسقون.

 

التعليقات

علِّق