حكومة الفخفاخ تدخل غرفة " الإنعاش " ؟

حكومة الفخفاخ تدخل غرفة " الإنعاش " ؟


يبدو أن حكومة إلياس الفخفاخ دخلت غرفة " الإنعاش " مباشرة بعد " واقعة " 3 جوان الجاري  حين رفضت حركة النهضة التوقيع على وثيقة " الإستقرار والتضامن الحكومي " وتمسكت بتشريك " قلب تونس " في الحكم وتوسيع الحزام السياسي مع الإلتزام بمبدأ التضامن الحكومي فيما بينهم بالأفعال وليس بالأقوال .
ولعل ما يؤكد ذلك ما تحدثت عنه عديد التسريبات والقراءات السياسية عن نجاح عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر في جمع قيادات تحيا تونس وقلب تونس وكتلة الإصلاح التي يقودها حسونة الناصفي على مائدة تفاوض واتفقوا على التحالف باستثناء قلب تونس  الذي طلب مهلة لاتخاذ قراره..
وفي صورة تحالف تلك الأحزاب والكتل البرلمانية مع حركة الشعب فسيكون لهم 109 صوتا التي تمكّن من إقالة راشد الغنوشي من رئاسة البرلمان.
ويبدو أن الرئيس قيس سعيد التقى برئيس الحكومة الياس الفخفاخ للحديث حول الموضوع وأعلمه أنه في حالة إقالة رئيس البرلمان، فستنتهي توافقات 2019، وبالتالي عليه هو ايضا أن يقدم استقالته لتشكيل حكومة جديدة والفخفاخ يبدو موافقا..
من جهته التقى راشد الغنوشي  بالياس الفخفاخ، وأعلمه باستحالة تواصل عمل الحكومة بنفس التحالف الحالي، نظرا لتغير موقف تحيا تونس وكتلة الإصلاح، وقبولهما الجلوس مع عبير موسي والتنسيق معها.. كما انتقد الغنوشي أيضا سلوكيات بعض قيادات حركة الشعب من خلال عدم تضامنهم مع الحكومة الذين يشكلون جزء منها واقترح التفاوض مع نبيل القروي، بما يسمح بدخوله للحكومة، وإبعاده من دائرة عبير موسي.

أما رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد فيبدو أنه غيّر موقفه وخير التحالف مع عبير موسي، نتيجة البدء في فتح ملفات تعود لفترته ومن بينها ملفات تتعلق بالطاقة والتسبب - على ما يبدو - في الاضرار بالعديد من الشركات الوطنية الكبرى على غرار الشركة التونسية للكهرباء والغاز وغيرها ..
أما  التيار الديموقراطي فقد ظهر متفهما للوضعية، ولديه انفتاح على دخول قلب تونس للحكومة.. وحصلت في الكواليس تفاهمات حول ذلك بين التيار والنهضة وقلب تونس.. وهذا هو سبب تردد قلب تونس في التحالف مع عبير، لأنه ينتظر قرار رسميا من التيار والنهضة بقبول دخوله للحكومة وخروج تحيا تونس والإصلاح.
وفي سياق متصل من المنتظر أن يدلي زعيم حركة النهضة راشد  الغنوشي بحوار تلفزي الليلة على قناة نسمة ، وسيضع رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ بين خيارين : إما تحوير حكومي يُخرج حركة الشعب وتحيا تونس من الحكومة ويُدخل قلب تونس وإما انسحاب النهضة وبالتالي إنهيار حكومة الياس الفخفاخ.
وترى عديد القراءات السياسية أن ما سيحصل في الساعات القليلة القادمة يعتبر انقلابا على نتائج انتخابات 2019 وعلى توجهات وارادة الناخبين .
و الثابت أن الفترة القادمة صعبة جدا ، خاصة وأن  الحكومة تحتاج  إلى الإستقرار والتضامن بين مكوناتها لتنفيذ جملة من الإجراءات الإصلاحات لانعاش الاقتصاد التونسي بعد تداعيات ازمة كورونا التي تتطلب اتحادا في المواقف سواء في القصبة أو في البرلمان أو في قصر قرطاج .

ش.ش

التعليقات

علِّق